Published in: الصحة النفسية

اضطراب نقص النشاط والرغبة الجنسية

Author أ. بتول ندة

Published on: 1 مارس، 2024

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب نقص النشاط والرغبة الجنسية؟

قد يمرُّ الفرد أحياناً بأوقاتٍ وظروفٍ صعبة لا يكون فيها المزاج ملائماً لممارسة الجنس، وأوقات أخرى لا توجد لديه الرغبة في ممارسته، وهذا يحدث ضمن الإطار الطبيعي لحياة أي شخص، ولكن إذا استمر فقدان الرغبة الجنسية، وقلّ الاهتمام بالجنس إلى أن يصل للانعدام، فهذا يؤكد على معاناة الفرد من اضطراب الرغبة، وهو نمطٌ من الاضطرابات الجنسية، ويعّرف بأنه فقدان الرغبة، والانجذاب نحو ممارسة الجنس بشكلٍ مستمر، وهو شائع لدى الرجال، ويستمر لمدة 6 أشهر على الأقل، يصاحب ذلك نفورٌ من العلاقة الحميمية مع الشريك. ^[1]

كيف يتمُّ التعرُّف على الفرد المصاب باضطراب الرغبة؟

توجد عدة أمور نستطيع من خلالها تمييز الإصابة بالاضطراب: ^[1]

● إذا كانت رغبة الفرد أقل مما كانت عليه في الماضي.

● إذا كان انعدام الرغبة سببٌ في الضيق، وكره الفرد لشريكه.

● قلة النشاط الجنسي وانعدام الرغبة يؤدي إلى مشاكل عاطفية قد تصل إلى الانفصال بين الشريكين.

ما هي أعراض اضطراب نقص النشاط والرغبة الجنسية؟

1- عدم الاهتمام بأي جانبٍ من جوانب النشاط الجنسي مع الشريك.

2- عدم ممارسة الفرد للعادة السرية، ولو كان وحيداً.

3- قلق الفرد بسبب الافتقار إلى الأساليب والدوافع الجنسية.

4- الضيق والتوتر عند التفكير بموضوع الجنس.

5- التجنُّب التام للاتصال التناسلي الجنسي مع الشريك.

6- عدم الرغبة في إنجاب الأطفال.

7- المعاناة من ضعف الانتصاب.

8- العزلة والخجل من التكلم مع الشريك حول مواضيع تخص الجنس، وقد يكون الطرف الآخر غير متقبلاً للفكرة.

9- فقدان القدرة على الاهتمام بالنشاط الجنسي لمدةٍ لا تقل عن 6 إلى 9 أشهر.

10- عدم الاستجابة للمثيرات الجنسية التي من الممكن أن تكون سمعيةً، أو بصرية، أو بأي حواسٍ أخرى. ^[2]

اختلافات الرغبة الجنسية لدى كل من الرجل والمرأة

يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن التناقض في الرغبات، واختلاف الغايات والدوافع أمر شائع بين الجنسين، فالواقع الثقافي يرى أن الرجل هو من يملك زمام الأمور الجنسية، وهو الذي يريدها، وأن المرأة أقل اهتماماً بهذه الجوانب، لكنه كلام غير دقيق، فالأمر كله متعلق بالرغبة القوية سواءً كانت عند المرأة أو الرجل، ففي كثير من الأحيان تشعر المرأة برغبةٍ قويةٍ في ممارسة الجنس، وقد تتفوق على شريكها كونها تمتلك العاطفة والمشاعر، فالجنس جزءٌ مهمٌّ جداً،  ودونه لا يمكن لأي علاقةٍ زوجيةٍ أن تستمر. ^[3]

ما أسباب اضطراب نقص النشاط والرغبة الجنسية؟

إن الرغبات الجنسية غير مفهومة ومعقدة من الجوانب العلمية. ومع ذلك، يمكن تفسير حدوثها لعديد من المحفزات والأسباب نذكر منها ما يلي: ^[3]

1- معاناة الفرد من اضطراباتٍ في المزاج، وصعوبةٍ في التأقلم والاستقرار.

2- المشكلات المستمرة، والخلافات بين الزوجين بسبب الضغوطات سواءً كانت ماديةً أو معنوية.

3- انخفاض هرمون التستوستيرون لدى الرجل.

4- عدم تقبل الرجل لفكرة الزواج، ولوم نفسه المستمر على ذلك.

5 -قد يرى الرجل زوجته بعد مرحلة الزواج والأولاد امرأةً لا تمتلك أياً من مواصفات الجمال، وأن زواجه منها كان فاشلاً.

6- الطلاق العاطفي الذي ينشأ بين الزوجين، نتيجة وجود طفلٍ بينهما، مما يقلّل انجذاب الرجل لزوجته، ويشعر الرجل بأن وجوده وعدم وجوده واحد، وتنشأ مسافة البعد، وقلة الاهتمام بينهما، مما يولد انعدام الرغبة.

7- مشاكل مع صورة جسم الفرد.

8- انخفاض في مستوى الهرمونات الجنسية، كهرمون التستوستيرون أو هرمون الغدة الدرقية.

9- مشاكل متعلقة بالإصابة ببعض الأمراض، كمرض السرطان، أو السكري، أو مشكلاتٍ في المثانة والقلب.

10- قد يكون الفرد قد تعرض لحوادث بالغة الخطورة أثرت بشكلٍ سلبي على الجسم، وأدت إلى تراجع الممارسة الجنسية.

11- عدم التوازن الكيميائي، فقد تكون مستويات المواد الكيميائية في الدماغ معطلة، مما يؤدي لتعطيل الوظيفة الجنسية أيضاً.

12- الشيخوخة والتقدم في العمر يؤدي لفقدان الرغبة الجنسية.

13- تعاطي بعض الأدوية، كمضادات الاكتئاب، أو القلق، أو الأدوية المضادة للذهان، وأدوية تنظيم ضغط الدم.

ما هو تشخيص الاضطراب؟

لا يوجد اختبارٌ سريريٌّ واحد يمكن استخدامه للتشخيص، لكن هنالك بعض الطرق التي يمكن للطبيب استخدامها للتأكد من الإصابة، حيث يخضع الفرد لاختباراتٍ في الدم تساعد في معرفة مستوى الهرمونات بما في ذلك هرمون التستوستيرون، والبروجستيرون، والأستروجين، والتأكد من هرمون الغدة الدرقية، ومن ثم يتمُّ سؤال المريض عن الأعراض التي يشعر بها، ومنذ متى ترافقه، وبعدها يتمُّ تأكيد الإصابة. ^[4]

ما هي طرق علاج اضطراب نقص النشاط والرغبة الجنسية؟

يمكن أن يكون الاضطراب ناجماً عن عدة عوامل نفسية، واجتماعية، ووراثية، فلا وجود لطريقة علاجٍ سهلة ومريحة، فالعلاج يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على الفرد نفسه، ويجب أن يكون شاملاً ومرناً، وأن يكون المصاب متقبلاً بالدرجة الأولى لوضعه، ومستعداً للبدء بالمعالجة، وتوجد عدة طرقٍ منها: ^[5]

1- التفريغ الجنسي، والتحدث مع الشريك عما يرضي الطرف الآخر، وعما لا يرضيه.

2- تمارين كيجل التي تزيد من تدفُّق الدم إلى الأعضاء الجنسية، وبالتالي حدوث الانتصاب.

3- البحث عن الوسائل التي تجلب المتعة الجنسية، واستخدامها كمحفزات، كأن يقوم الفرد بمتابعة أفلامٍ إباحية أو غيرها من وسائل الترفيه الجنسي.

4- ممارسة الاستنماء عن طريق استخدام الهزازات أو ألعاب جنسية إذا رأى الفرد أن ذلك مفيد.

5- التقليل من التوتر بهدف تحسين الحالة النفسية المزاجية، وأن يتبع الفرد نظاماً صحياً قائماً على النوم الجيد، والتأمل، والتنفس الجيد.

6- ممارسة الرياضة بطريقةٍ منتظمة، لإعطاء الفرد المزيد من الطاقة والنشاط.

7- تجنُّب تناول الكحول، والكافيين، وجميع المنبهات بشكلٍ مستمر، لأنها تسبّب الخمول، والتعب.

8- التحدث مع مستشارٍ خاصٍّ للعلاقات الزوجية، وإعلامه بجميع التغييرات التي حدثت معهم منذ لحظات زواجهم الأولى، وحتى الآن.

9- تغيير نمط الحياة من خلال الصبر، والتكيف مع الوضع الجديد، ومحادثة الشريك حول الرغبات الجنسية، والتخلص من الكبت، ليحدث تفريغ للشحنات العاطفية، مما يعزز التواصل بين الطرفين، ويبني الإحساس بالثقة والتفاؤل.

10- التواصل مع معالجٍ نفسي سلوكي بهدف تعديل المعتقدات والسلوكيات الخاطئة عن مفهوم الجنس لدى الفرد، والتعرف على مشكلاته، ووضع حلول مناسبة لها، ويمكن للمعالج أن يعّرف الفرد على وضعياتٍ جنسية تناسب وضعه، وترضي الطرف الآخر من خلال أن تكون قاتلةً للملل والروتين معززةً للنشاط الحركي الجنسي.

11- الابتعاد عن تناول جميع أنواع المضادات بما فيها مضادات الاكتئاب أو القلق، واستشارة طبيب قبل ذلك، لأن هذه المضادات تؤثر على صحة الجسد وهرموناته عند الرجل، ويجب تناول أطعمة صحية مليئة بالبروتين، للحصول على طاقةٍ كافية، لتحقيق الإشباع الجنسي لدى الطرفين.