Published in: الصحة النفسية

اضطراب نتف الأشعار

Author أ. بتول ندة

Published on: 4 ديسمبر، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هو اضطرابٌ نفسيُّ المنشأ يحدث عندما لا يستطيع الشّخص مقاومة نتف الشعر، وشدّه من فروة الرأس سواءً باستعمال ملقط أو تقطيع الخصل باليد، وأيضاً لا يتوقف عن نزع شعر الحواجب والرموش على الرغم من جميع المحاولات التي يفعلها، وهو أكثر انتشاراً بين المراهقين والشباب، ويلجأ الأشخاص الذين يعانون من هذا الأمر إلى بذل جهدٍ كبير، ودفع تكاليف باهظة لإخفاء ذلك، وقد يكون موجوداً عند بعض الأشخاص بشكلٍ طفيف، وقد يكون عند البعض الآخر بشكلٍ حادٍّ جداً وقهري. ^[1]

ما هي أعراض اضطراب نتف الشعر؟

يشعر الفرد المصاب بهذا الاضطراب برغبةٍ كبيرةٍ في نتف الشعر، حيث يزيد توتره النفسي حتى يفعل ذلك، وبعد سحب الشعرة يشعر بارتياحٍ كبير، وفي بعض الأوقات يحدث ذلك استجابةً لموقفٍ متعب أو يتمّ دون الإحساس بما يقوم به، وجميع الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نتف الشعر ينتفون الشعرة من فروة الرأس، ولكن القسم الآخر يسحبها من مناطق مختلفة من الجسم، مثل:

1- الحواجب.

2- رموش العينين.

3- مناطق الأعضاء التناسلية.

4- الشارب، أو الذقن، أو اللحية إذا كانت طويلة.

قد تظهر البقع الصلعاء في فروة الرأس بمظهرٍ غير طبيعي ومزعج، وتؤثر على كيفية توزع الشعر في الرأس، وقد يُسبّب هذا الداء الشعور بالخجل الشديد، وقلة الثقة بالنفس، وبالتالي يحتفظ المصابون بمشكلتهم لأنفسهم، ولا يشاركون بها أحد خوفاً من الآراء السلبية تجاههم. ^[1]

ما هي أسباب اضطراب نتف الشعر؟

1- العامل الوراثي عبر الأجيال: قد يكون تأثير الحمض النووي على الفرد كبيراً، خاصةً عندما تظهر في الجينات، ولكن يحتاج ذلك إلى المزيد من البحث لتأكيد ذلك.

2- التغيرات التي تطرأ على بنية الدّماغ :غالباً ما يعاني بعض الأشخاص من اختلافاتٍ في تركيبة المخ، وأيضاً اختلافاتٍ في كيمياء الدّماغ.

3- الضغط النفسي الذي ينشأ من الظروف والمواقف التي تمرُّ في حياة الفرد، وتؤدي لهذا الاضطراب.

4- من الممكن أن توجد عوامل مُحفّزة تؤدي لظهور الاضطراب، مثل: الاكتئاب، أو القلق، وحالات الوسواس القهري.

5- العمر، حيث يبدأ هوس النتف قبل أو أثناء المراهقة المبكرة في عمر 10 و13 عام، وقد يظل مشكلةً طوال الحياة في حال لم تُعالج. ^[2]

ما هي مضاعفات مرض نتف الشّعر؟

1- الضغوط العاطفية، حيث إن عدداً كبيراً من النّاس يشعرون بالخجل والإهانة من هذه المشكلة، وبالتالي يحدث معهم اكتئابٌ حاد، وكرهٌ للذات، وغالباً ما يلجؤون لتعاطي المخدرات والكحول بسبب هذه الحالة.

2- مشاكل في الوظيفة ومع الأصدقاء بسبب فقدان الشعر، مما يدفعهم للعزلة، وتجنُّب النشاطات الاجتماعية، حيث يلجأ بعضهم لإخفاء ذلك من خلال وضع شعرٍ مستعار أو إجراء عمليات لزراعة الشّعر، ولكن تكاليفها باهظة، لذلك يعتمدون على تصفيف الشّعر بطريقةٍ تخفي البقع الصلعاء أو الخالية من الشّعر.

3- تلفٌ في الشّعر، ومشاكل في البشرة، حيث يؤدي نتف الشّعر إلى ظهور التهاباتٍ جلدية، وندباتٍ، وحبوب، إضافةً إلى أضرارٍ أخرى، وتأخر نمو الشعر إلى حين توقفه نهائياً.

4- كرات الشعر، حيث إن بعض الأشخاص يتناولون الشّعر، مما يؤدي لتكوُّن كرةٍ كبيرةٍ من الشعر المتلاصق والمتلبد داخل الجهاز الهضمي في المعدة، وعلى مدار السنوات يصاب الفرد بانسداد الشهيّة، والتقيؤ المستمر، وانسداد الأمعاء، وبالتالي الموت. ^[3]

ما هو تشخيص اضطراب نتف الشّعر؟

لا يوجد اختبارٌ لتحديد الاضطراب، بل يتمُّ التّشخيص تبعاً للأعراض، وقد يحوّل الطبيب فرداً يعاني من هوس نتف الشّعر إلى طبيبٍ نفسي، والذي بدوره يحدد ما إذا كان الشّخص قادراً على التّحكم في الانفعالات أو غير قادر، وعلى أساسه يتمُّ وصف العلاج. ^[4]

كيف يُعالج هوس نتف الشّعر؟

من الممكن أن يكون العلاج المعرفي السلوكي علاجاً فعّالاً، ويمكن دمجه مع العلاج المعرفي الذي يساعد على كشف الأسباب التي تدفع لنتف الشّعر، ووضع خططٍ واستراتيجيات لتجنب ذلك، وهناك بعض الأدوية المفيدة التي تستخدم في العلاج، لكن لا توجد الكثير من الأبحاث التي تدعم استخدام الدواء، وقد يناقش الطّبيب هذا الأمر مع المريض لمعرفة المناسب، وهناك بعض النّشاطات التي يمكن تجربتها لمنع نتف الشّعر، ومنها: ^[5]

1- اتباع استراتيجية المواجهة، حيث تتمُّ الاستجابة لذلك الاضطراب بالضغط على كرة الضغط، وعدم نتف الشّعر.

2- عدم إطالة الشّعر، وإبقائه قصيراً.

3- وضع شريطٍ لاصقٍ شفاف على أطراف الأصابع.

كيف يُعالج هوس نتف الشعر عند الأطفال؟

إذا كان المصاب بهوس نتف الشّعر طفلاً، فيفضل اتباع هذا الأسلوب، وهو:

1- قصُّ الشعر بشكلٍ قصيرٍ جداً.

2- لبس كفوف.

3- عند رؤيتهم يسحبون في أطراف شعرهم تذكيرهم بخطورة ذلك، والتوقف حالاً.

وبشكلٍ عام إن عملية نتف الشّعر عند الصّغار هي مرحلةٌ عابرة لا تستمر في مراحل الحياة القادمة، وتتوقف عند النّمو، ولكن يجب المراقبة والمتابعة باستمرار فقط.