Skip links
امرأة بالغة تجلس حزينة على الأرض وتخفض رأسها وهي تضع يد أسفل خدها ويد فوق رأسها

اضطراب ما بعد الصدمة – أسبابه، أعراضه والعلاج النفسي له

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطراب ما بعد الصدمة – أسبابه، أعراضه والعلاج النفسي له

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

هو قلقٌ ناجمٌ عن المرور في مواقف حياتيةٍ وأحداثٍ مرعبةٍ وصعبة تفوق قدرة الشخص على تحمُّلها أو تجاوزها بسهولة.

ما هي أسباب اضطراب ما بعد الصدمة؟

إن أيَّ موقفٍ صادمٍ يتعرَّض له الشخص في حياته من الممكن أن يكون سبباً في الإصابة بهذا الاضطراب، وهو يشمل:

1- حوادث السيارات المؤلمة.

2- وفاة شخصٍ مقرَّبٍ جداً.

3- المرور بتجربةٍ عاطفيةٍ، وفقدان الحبيب، وعدم تحمُّل صدمة غيابه.

4- التعرُّض للاغتصاب (من أحد الحوادث المؤذية جداً للنفس).

5- خسارة عملٍ هامّ، وعدم إيجاد بديلٍ عنه (يدخل الشخص في حالة خوفٍ من المستقبل، والصدمة من سوء الواقع، وعدم القدرة على تطوير ذاته).

من الممكن أن يتطوَّر اضطراب ما بعد الصدمة إلى اضطراب الكرب التالي للرضح المُعقّد نظراً لتعرُّض الشخص لأكثر من حادثٍ عنيفٍ وتجارب فاشلة، وسوء إدارةٍ وتكيُّفٍ، وحالات من جلد الذات، مثل: العقاب الشديد، وممارسة العنف ضدَّ الشخص، والإهمال والرفض من المحيط، ومن الممكن في حال مرور الشخص بصدمةٍ، والتعرِّض لها في وقت مبكر، وعدم معالجتها بالطرق الصحيحة أن تؤثر على مراحل نموُّه في حال كان طفلاً. [1]

ما هي أعراض اضطراب ما بعد الصدمة؟

تختلف هذه الأعراض حسب عوامل خطورتها وشدَّتها على المصاب، وتُصنَّف إلى:

1- الذكريات المؤلمة، وتطفُّلها على العقل

من الممكن أن يسترجع المصاب لأحداث حياته المواقف الصادمة التي حصلت في الماضي لدرجة أنه يتذكرها وكأنها حصلت الآن أمام عينيه.

2- الابتعاد والتجنُّب

قد يندرج ذلك ضمن تجنُّب المصاب للحدث المخيف عن طريق ابتعاده عن جميع الأماكن والمواقف والنشاطات التي تستفزُّه، وتعيد لمخيلته ذكريات حياته الحزينة.

3- تقلُّبٌ في المزاج والنفسية

تشمل عدم قدرة المصاب على العيش بشكلٍ إيجابي، وتمتُّعه بمشاعر السعادة والفرح، وانعدام تحسُّسه للجوانب المُهمَّة في حياته، وفشله في استرجاع أحداث حياته الصعبة، والأفكار السلبية التي بالتسلسل ستؤدي لمعتقداتٍ سيئةٍ ومشوهةٍ حول سبب أو عواقب الحادث، مما ينتج عنه إلقاء اللوم على الذات أو على الآخرين والاهتمام الأقلّ بالحياة، والشعور بالانفصال عن الواقع.

4- تغيُّراتٌ في التفكير وردود الفعل

حيث يتصرَّف بعصبية وعدم قدرةٍ على ضبط النفس، ونوباتٍ مفاجئة من الغضب والانفعال، إضافةً إلى التركيز المُفرط لما يحيط به حيث من الممكن أن يكون موقفاً مشابهاً، والإصابة بالأرق، وصعوبة في النوم. [2]

ما هي الحالات المُتعلّقة باضطراب ما بعد الصدمة؟

1- اضطراب التعب والإجهاد الحاد

الكثير من الناس يخلطون بينه وبين اضطراب ما بعد الصدمة نظراً لقرب وتشابه الأعراض، فهو حالةٌ صحيةٌ عقلية تحدث بعد موقفٍ مفاجئٍ صادم، وتبدأ أعراضه بالظهور مع الصدمة، وتستمر لمدة ثلاثة أيامٍ إلى شهرٍ واحد، وتشمل الأعراض:

1- الأحداث الماضية واسترجاعها.

2- الهلاوس والمنامات الموحشة والكوابيس.

3- الاغتراب عن الواقع.

4- تفككٌ في الشخصية والانفصال عن تصرفاتهم الروتينية.

من الممكن أن يكون الاضطراب خفيفاً أو شديداً، وينبغي تلقّي العلاج المناسب لمنع تفاقم الأعراض والسيطرة عليها، والذين لا يتلقّون العلاج منه من المُحتمل أن يصابوا باضطراب ما بعد الصدمة.

2- اضطراب التكيُّف

يحدث عند وفاة شخصٍ محبوبٍ وعزيز أو الانفصال عن الشريك، والتعرُّض لصدمة الخيانة في العلاقات، وتشمل أعراضه ما يلي:

1- حزنٌ دائم.

2- اكتئابٌ حاد.

3- التردُّد والتوتُّر.

4- من الممكن تناول المهدئات، والعصبية، والتهيُّج، وحالات جسمية، مثل: الغثيان، ووجع في الرأس، وصداع متكرر، وتستمر أعراضه حسب كل فرد، فالبعض يعاني منه لمدة أسابيع معدودة، والبعض الآخر لعدة أشهر إذا كان حدثاً مؤلماً، وأفضل علاج هو العلاج النفسي.

3- اضطراب المشاركة الاجتماعية المحرومة

يصيب الأطفال الذين تعرضوا لصدمةٍ طويلةٍ قبل بلوغهم العامين في حال لم يتلقَّ الطفل الرعاية، والمحبة، والأمان من والديه في سنوات عمره الأولى أو لم يتأقلم مع دور الرّعاية والتربية، مثال :عندما يقوم الوالدين بتغيير الحضانة بشكلٍ متكررٍ له سوف يؤثر ذلك على الطفل حيث يُظهر تصرُّفاتٍ عدوانيةً غير ملائمة وحساسيةً مفرطة والبكاء من أي موقف، ويجد صعوبةً في التأقلم مع البيئات الجديدة والأشخاص، ومن الممكن أن تتحسَّن حالة الطفل في حال وجود منزلٍ دافئٍ ومستقر، وإذا استمرت الأعراض وصولاً لمرحلة المراهقة بسبب تأخُّرٍ في النمو، والأفضل أن يخضع لاستشارة أو علاج نفسي أسري. [3]

ما هو العلاج النفسي لاضطراب ما بعد الصدمة؟

يقدّم الأخصائي النفسي أو الطبيب العلاج المعرفي السلوكي الذي يشمل التركيز على ذكريات الصدمة في بيئةٍ هادئةٍ وآمنة، ويعتمد على فنّية تبديل الأفكار والمُعتقدات غير المفيدة، وفنّية إيقافٍ للأفكار السلبية، والتعرُّض التدريجي للمحفّزات والمعزّزات التي تمَّ تجنُّبها أثناء الإصابة، والتي تتضمّن منع وإزالة حساسية العين، وإعادة معالجتها (EMDR).

تشمل أيضاً العمل على ذكريات الصدمة عند المرور بسلسلةٍ من حركات العين، وكل فرد يحتاج لعدد جلساتٍ مختلف عن الآخر، ومن الممكن أن تتراوح ما بين 8 إلى 12 جلسة للبدء بالتخلص من الأعراض، ولكيلا تصبح الحالة صعبةً ومزمنةً يُفضَّل بدء العلاج مبكراً.

ولا يُنصح باللجوء للأدوية إلا في حال استمرت الأعراض لأربعة أسابيع أو إذا كان العلاج النفسي لا يعمل بشكل جيد معه، ولكن بشكل عام من الأفضل البَدء بجلسات العلاج النفسي بدلاً من الأدوية والمضادات باعتباره الجزء الوحيد والمثالي أكثر لحلّ المشكلة. [4]

المراجع البحثية

1- GoodRx – Error. (2022b, September 14). Retrieved May 21, 2023

2- What is PTSD? (n.d.). Mind. Retrieved May 21, 2023

3- Brazier, Y. (2022, September 20). PTSD: What you need to know. Retrieved May 21, 2023

4- Zahan, R., Rahman, M. A., Huda Mamun, M. S., Ferdaus, F., Akhiruzzaman, -., Yasmin, R., Shahriah, S., & Islam, M. (2022). Study on post-traumatic stress disorder (PTSD) among traumatic amputated patients using DSM-5 revised criteria. International Journal of Human and Health Sciences (IJHHS), 6(2), 183.

This website uses cookies to improve your web experience.