Skip links
صبي صغير يلبس كنزة زرقاء ويجلس وحيداً ويضع يديه على خده وهو ينظر للأسفل وبجانبه شعار مرض التوحد الملون باللون الأزرق والأصفر والأحمر الفاتح

اضطراب طيف التوحد عند الأطفال

الرئيسية » المقالات » الطب » طب الأطفال » اضطراب طيف التوحد عند الأطفال

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يُعتبر وجود طفلٍ في العائلة يعاني من اضطراب طيف التوحّد (Autism spectrum disorder) أمراً مرهقاً للأبوين، ويحتاج منهما إلى الكثير من الصبر والوقت والجهد، وقد تلوم الأم نفسها في كثير من الأحيان معتقدةً أنها السبب فيما يحدث للطفل، مما يُسبّب لها الألم، والقلق، والحزن، ولكن من المهم أن ندرك أن التوحد ليس نتاجاً للتربية الخاطئة، وإنما هو اضطراب في وظيفة الجهاز العصبي المركزي، ويعود للعديد من الأسباب ومن أبرزها الأسباب الجينية. [1]

ما هو اضطراب طيف التوحد عند الأطفال؟

اضطراب عصبيٌّ تطوريٌّ تبدأ أعراضه بالظهور من مراحل الطفولة المبكرة، وتستمر مع الشخص طوال حياته، يتبع فيه الطفل سلوكياتٍ نمطيةٍ متكررة، ويترافق مع ضعف في التواصل الاجتماعي، وعدم القدرة على التواصل البصري مع الأشخاص المحيطين به، مع اضطراب تكوين وتطور اللغة لديه يبدو الطفل الذي يعاني من التوحد وكأنه يعيش في عالمه الخاص، ويقوم بتكرار كلماتٍ أو سلوكياتٍ محددة، ويتبع طقوساً خاصةً به.

يكون لدى أغلب الأطفال المصابين بالتوحد درجاتٍ متفاوتة من الإعاقة الذهنية، تتراوح من خفيفة إلى متوسطة، بينما تكون نسبة الذكاء عند البعض الآخر متوسطة أو فوق الحدّ المتوسط، ومنهم من يطور قدرات ومهارات معرفية أعلى من المعدل الطبيعي في مجال محدد، كالرياضيات، والموسيقى. يُعتبر طيف التوحد من الاضطرابات الشائعة، حيث بينت بعض الدراسات أن طفلاً من بين كل 44 طفل في الولايات المتحدة الأمريكية تمّ تشخيصهم باضطرابات طيف التوحد في عام2021. [2]

ما هي التظاهرات السريرية لاضطراب طيف التوحّد عند الأطفال؟

تختلف التظاهرات السريرية بين طفل وآخر، ولكن التظاهرات الأساسية ثابتة وتحدث في ثلاثة محاور: ضعف التواصل الاجتماعي، واضطراب التطور اللغوي، وطقوسٍ سلوكيةٍ نمطية متكررة. [3]

 1- ضعف التواصل الاجتماعي

1- لا يقدر الطفل على التواصل البصري مع الأشخاص المحيطين به، وهي تعدّ أبرز سمة لمريض التوحد، إضافةً إلى عدم القدرة على الابتسام كنوعٍ من التفاعل الاجتماعي.

2- عدم القدرة على التفاعل بتعابير وجهٍ مناسبةٍ للموقف، ولا يستطيع أن يدرك مشاعر الآخرين.

3- رفض الطفل التلامس الجسدي والاحتضان مع دفاعٍ عنيفٍ عند محاولة أحد التقرُّب منه.

4- يُفضّل الطفل اللعب لساعاتٍ طويلةٍ وحده.

5- لا يستجيب عند مناداته باسمه، ويبدو وكأنه لا يسمع رغم أن فحص السمع يكون طبيعياً.

6- لا يستطيع تكوين صداقات، ولا يعطي أي اهتمام للأشخاص من حوله.

2- غياب أو ضعف تطور اللغة

 قد لا يطور الطفل المصاب بالتوحد أي لغة أبداً أو يطور لغةً ناقصةً وغير مكتملة، تحتوي على تكرارٍ لكلماتٍ أو مقاطع صوتية (من التلفاز أو من الوسط المحيط به)، وقد يكتسب لغةً حتى عمر 12 أو 18 شهر بشكل مناسب للعمر ثم يبدأ بفقدانها.

3- يتبع طقوساً سلوكيةً محددة متكررة

يحافظ الطفل المصاب بالتوحد على طقوسٍ يوميةٍ ثابتة، كأن يقوم بحركاتٍ دائرية متكررة والجري ذهاباً وإياباً، كما قد يتعلق بشكل ملعقة محدد أو رائحة طعام محددة، ويهتمُّ بحركاتٍ محددة، مثل: مراقبة تنقيط الماء أو دوران شريط التسجيل، وقد يقوم بحركاتٍ تُسبّب له الأذى، كضرب رأسه بشكلٍ متكرر.

ما هي الأعراض المبكرة التي تظهر عند الطفل المصاب باضطراب طيف التوحّد؟

يوجد العديد من الأعراض المبكرة التي قد تدل على إصابة الطفل بالتوحد وهي: [4]

1- يتجنَّب الطفل التواصل المباشر بالعينين.

2- لا يستجيب عند مناداته باسمه بعمر 9 أشهر.

3- لا تظهر على وجهه تعابير كالفرح والحزن.

4- لا يستخدم الحركات الإيمائية: كالتلويح بإشارة (باي) بيديه مثلاً.

5- لا يشارك الآخرين بالأشياء التي يحبها بعمر 15 شهر.

6- لا يحاول جذب انتباه الآخرين بعمر 18 شهر.

7- لا يحاول الانضمام للعب مع الأطفال الآخرين بعمر 36 شهر.

8- ينزعج من التغييرات البسيطة.

9- يكرر اللعب بنفس الألعاب.

10- يقوم بحركات رفرفة بيديه.

ما هي متلازمة أسبرجر ( Asperger’s syndrome) وما العلاقة بينها وبين اضطراب طيف التوحّد عند الأطفال؟

متلازمة أسبرجر هي اضطراب تطوريٌّ سلوكي، كانت سابقاً تُعتبر اضطراباً مستقلاً عن التوحد، ولكن الآن تُعتبر أحد أشكال التوحد خفيف الدرجة، تتميز بضعف التواصل الاجتماعي والسلوك النمطي المتكرر، ويوجد تأخر باللغة لكن يكون تطورها لدى أسبرجر أفضل من باقي أنماط اضطراب طيف التوحد، والذكاء عادةً ضمن الطبيعي، ويستخدم في اهتماماتٍ خاصةٍ، كحفظ أرقام الهاتف أو مواعيد سفر الطائرات. [5]

ما هي أسباب اضطراب طيف التوحّد عند الأطفال؟

 لا يوجد أسباب مؤكدة للتوحد، ولكن قد تلعب العوامل التالية دوراً في حدوثه: [6]

1- العامل الوراثي و الاستعداد الجيني: قد يكون لدى أفراد عائلة الطفل المصاب بالتوحد اضطرابات في التطور السلوكي أو العصبي ،كما تمَّ إيجاد أن اضطراب بعض الجينات قد يلعب دوراً في حدوث التوحد عند الطفل.

2- جنس الطفل حيث أن احتمال إصابة الذكور أكثر من الإناث.

3- الأذيات التي قد يتعرض لها الدماغ، و بشكل خاص الفترة المحيطة بالولادة.

4- وجود اضطرابات في نمو الدماغ: زيادة حجم الدماغ في أجزاء منه أو أذية على مستوى الجهاز الشبكي المُنشط.

5- وجود اضطراب في عمل النواقل العصبية، مثل: السيروتونين.

لا يوجد دليل علمي على أن لقاح MMR (حصبة، حصبة ألمانية، نكاف) له دور في حدوث التوحد عند الأطفال.

كيف يتمُّ تشخيص اضطراب طيف التوحد عند الأطفال؟

يتمُّ التشخيص بعمر السنتين عادةً، ولكن يمكن أحياناً اكتشاف اضطراب طيف التوحد بعمر18 شهراً أو أقل، ويتم التشخيص اعتماداً على: [7]

1- القصة المرضية و الفحص السريري و مراقبة سلوك الطفل، كما يُعطى أهل الطفل استبيانات خاصة بالتوحد لملئها، ويتمُّ مقارنتها مع استبيانات لأطفالٍ آخرين بنفس عمر الطفل.

2- فحص مستوى ذكاء الطفل و مستوى تطور اللغة لديه.

3- مراقبة نمو الطفل، ومراقبته أثناء اللعب، والتعلم، والتحدث أيضاً.

كيف يتمُّ علاج اضطراب طيف التوحد عند الأطفال؟

يتضمن علاج الطفل المصاب بالتوحد علاجاً سلوكياً بشكل أساسي، إضافةً إلى علاج دوائي للاضطرابات المرافقة للتوحد: كالقلق، والوسواس القهري، والرهاب.

1- العلاج السلوكي

1- إن الشفاء غير ممكن مع الأسف، ولكن المعالجة السلوكية التي تهدف إلى تطوير اللغة والكلام في حال بدأت قبل عمر 3 سنوات، يمكن أن تُحسن القدرة الكلامية للطفل والتواصل الاجتماعي.

2- من المهم جداً تثقيف الوالدين حول طبيعة الاضطراب وكيفية التعامل معه، ومن المهم توفير الدعم النفسي للأهل، وتدربيهم على التعامل مع الطفل.

3- من المهمّ منح الطفل الاهتمام، والحب، والحنان من قبل الوالدين.

4- تعليم الطفل المهارات اليومية المفيدة: كتناول الطعام، وارتداء الملابس.

5- الاهتمام بتغذية الطفل وتقديم أطعمةٍ جديدة إلى جانب الأطعمة التي يحبها.

6- التواصل مع الطفل باستمرار، ومحاولة محاورته، والاستماع إليه بشكل جيد.

7- التحلي بالصبر والهدوء وعدم إجبار الطفل على فعل شيء، وإنما إقناعه بهدوء وحكمة.

8- عدم التقليل من شأن الطفل، وعدم توبيخه أمام الآخرين.

9- في حال دخل الطفل في نوبة غضب، من المهم إبعاده عما يغضبه، وإلهاؤه بلعبةٍ، أو حيوانٍ أليف، أو بأغنية.

10- الاستعانة بأخصائي نطق يعلم الطفل المهارات اللفظية الصحيحة، ومهارات التواصل بالإشارة أو الصور أيضاً.

11- من المهمّ أن يحصل الطفل على قسطٍ كافٍ من النوم. [8]

2- العلاج الدوائي

لا يوجد دواء يمكنه علاج التوحد وأعراضه، ولكن يمكن أن تساعد بعض الأدوية في علاج السلوكيات المرافقة، مثل: الأدوية المضادة للذهان، أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، أو مضادات الاختلاج، وذلك تبعاً لحالة كل طفل والأعراض المرافقة. [9]

المراجع البحثية

1- Baby, D. P. (2022, April 8). What is it like to be a parent of an autistic child? Medicine Net. Retrieved February 27, 2023 

2- National Library of medicine. (2021, October 21). Autism spectrum disorder. Medline Plus. Retrieved February 27, 2023

3-Mayo Foundation for Medical Education and Research. (2018, January 6). Autism spectrum disorder. Mayo Clinic. Retrieved February 27, 2023

4-Centers for Disease Control and Prevention. (2022, March 28). Signs and symptoms of autism spectrum disorders. Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved February 27, 2023

5-Burke, D. (2019, May 11). Asperger’s syndrome. Healthline. Retrieved February 27, 2023

6-Zapata, K., & Sheehan, J. (2022, September 7). What causes autism in children? 6 facts you need to know. Parents. Retrieved February 27, 2023

7-Centers for Disease Control and Prevention. (2022, March 31). Screening and diagnosis of autism spectrum disorder. Centers for Disease Control and Prevention. Retrieved February 27, 2023

8- Reid, Sh .(2022,December 15 ).autism treatments, therapies, and interventions. HelpGuide.org. (n.d.). Retrieved February 27, 2023

9-U.S. Department of Health and Human Services. (n.d.). (April ,19 2021). What are the treatments for autism? Eunice Kennedy Shriver National Institute of Child Health and Human Development. Retrieved February 27, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.