Published in: الصحة النفسية

اضطراب صوت الكلام عند الأطفال

Author أ. بتول ندة

Published on: 30 ديسمبر، 2023

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب صوت الكلام عند الأطفال؟

من الطبيعي جداً أن يعاني الأطفال في بداية أعمارهم من صعوباتٍ ومشاكل في تعلم اللغة، ونطق الكلمات بشكلٍ صحيح، فذلك يشكل جزءاً من عملية التعلم، ومهارات النطق تتطور وتتحسن لديهم مع مرور الزمن، حيث إنهم يتقنون كلمات، ويقلدون أصواتاً في كل عمر حتى يصبحوا في سن الثامنة.

ولكن البعض منهم يعاني من اضطراباتٍ صوتيةٍ في عملية النطق والمعنى، فهم يجدون صعوبةً في نطق الكلمات أو الأصوات بعد سن الثامنة، وهذا يدل أنه من الصعب فهم ما يحاول الطفل قوله، وتشمل مشاكل صوت الكلام اضطراباً في النطق، والعميلة الصوتية.

ما هي أنواع اضطراب صوت الكلام عند الأطفال؟

1- اضطراب النطق

يعدُّ مشكلةً في إصدار أصواتٍ محددة، مثل: نغمات أغنية تعليمية، أو بعض أصوات الحيوانات.

2- اضطراب العملية الصوتية

هو أسلوبٌ من الأخطاء الصوتية، ويشمل عدم نطق حروفٍ معينة، مثل: حرف القاف، أو الثاء.

3- اضطراب الكلام الحركي

ويحدث عندما يواجه الطفل صعوباتٍ في تحريك بعض عضلات الجسم المطلوبة للتحدث، ويوجد نوعان له: عسر التلفُّظ، وتعذُّر الأداء، ويحدث عسر التلفُّظ عندما تكون عضلات الفم، والجهاز التنفسي، والوجه ضعيفةً، وتتحرك بشكلٍ بطيءٍ جداً، وفي بعض الأحيان لا تتحرك على الإطلاق، أما تعذُّر الأداء، فهو عندما يواجه الطفل مشكلاتٍ في التحدُّث بشكلٍ صحيح ومنتظم، ويحدث بسبب ضعف تنسيق الكلام. ^[1]

من هم الأطفال المُعرَّضون للإصابة باضطراب صوت الكلام؟

– الأطفال المصابين بالتوحُّد وطيف التوحُّد.

– أطفال متلازمة داون.

– الأطفال الذين يعانون من سمعٍ ضعيف.

– عدم وجود تحفيز ودعم للتعلم في المنزل.

– الإكثار من مصّ الإبهام أو استخدام اللهاية دائماً.

– مشاكل خلقية، كالشفة المشقوقة، أو الحنك المشقوق.

– الإصابة بالشلل الدماغي.

– الأطفال الذين يعانون من التهابات الأذن المتكررة. ^[1]

ما هي أعراض اضطراب صوت الكلام عند الأطفال؟

يوجد الكثير من الأنماط التي تحدد إصابة الطفل بالاضطراب، ومنها: ^[2]

– التأتأة.

– استبدال الأصوات التي يصعب قولها بصوتٍ غير مناسب.

– إزالة الصوت من الكلمة.

– التوتر عند إصدار الصوت.

– تكرار الكلمة أكثر من مرة عند قولها.

– إطالة الجمل والكلمات عند قولها كثيراً.

– الخشونة في الصوت.

– تغيراتٌ ملحوظةٌ في طبقة الصوت.

– اهتزاز الرأس أثناء الحديث.

– الخجل أثناء القراءة والتّكلم بصوتٍ منخفض.

– انقطاعٌ في النفس عند التحدُّث.

– إصدار عباراتٍ يصعب فهمها بشكلٍ دائمٍ ومتكرر.

ما هي أسباب اضطرابات الكلام؟

قد يتعلم الكثير من الأطفال كيفية نطق الأحرف والكلمات مع مرور الوقت، ولكن البعض الآخر لا يتعلمون لعدة أسباب، وهي: ^[3]

– مواجهة الدماغ مشكلةً في إرسال رسائل إلى عضلات النطق، لإخبارهم متى وكيف يتحركون، وهذا ما يُدعى تعذُّر الأداء النطقي في مرحلة الطفولة، وهو ليس شائعاً، ولكن يُسبّب صعوبةً في النطق.

– ضعف العضلات اللازمة لإصدار صوت الكلام، ويسمّى ذلك عسر النطق.

– إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات النمو أو تلفٍ في الدماغ، وإصابةٍ في الرأس.

– إذا كان الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وخصوصاً أطفال صعوبات التعلم.

متى يجب الحصول على المساعدة بشأن الطفل المصاب بالاضطراب؟

إذا كان الطفل يعاني من اضطرابٍ في صوت الكلام، فلابدّ أنه يحتاج لاستشارةٍ من طبيبٍ مختص، ومن الأفضل طلب المساعدة في الحالات الآتية: ^[4]

– إذا كان غير ناضجٍ بالنسبة لسنه أو يستخدم عدداً قليلاً من الأصوات.

– لا يبدو النطق جيداً أو أقرب إلى المتوقّع في الأداء بالنسبة لعمره.

– يشعر الطفل بالانزعاج عندما لا يفهم أو يعي ما يقول، ويضطر إلى تكرار الصوت، أو يتأتئ في الكلام.

– يعاني من فقدان السمع بشكلٍ تدريجي.

بعض الأفكار لمساعدة الطفل في عملية التواصل وتحسين نطقه إذا كان كلامه غير مفهوم

1- على الأب أن يطلب من طفله أن يوضح ما الذي يتحدث عنه، على سبيل المثال: أن يطلب منه الإشارة إلى الشيء الذي يريده.

2- طرح بعض الأسئلة البسيطة على الطفل للحصول على مزيدٍ من المعلومات حول ما يودُّ قوله، على سبيل المثال: هل تخبرني بما حدث معك اليوم؟ هل حدث ذلك بقصدك؟ ثم نترك الطفل يعبر، ويحكي القصة.

3- تحفيز الطفل على الكلام ببطء، وجعله يشعر بأنه مهمّ، وأن هناك من يودُّ الإصغاء إليه، وسماعه بشغف. ^[4]

النقاط الرئيسية التي يجب تذكرها قبل البدء بالتشخيص والعلاج؟

1- قد يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطراباتٍ في الصوت والنطق مشاكل في اللغة، وفي معرفة الكتابة والقراءة.

2- مع توافر العلاج المناسب سيحصل العديد من الأطفال المصابون بالاضطرابات الصوتية على تحسُّنٍ كبيرٍ في الكلام.

3- اضطرابات النطق والأصوات تشير إلى صنع أصواتٍ للكلام. ^[5]

ما هي المضاعفات التي تنتج عن اضطراب صوت الكلام؟

1- تأخّرٌ في النمو الحركي والذهني، ومشكلاتٌ كبيرة في الاستيعاب، والتهجئة، ولفظ الأحرف.

2- صعوبة التفاعل في المناسبات الاجتماعية ومع الأصدقاء.

3- صعوبات في المهارات الحركية الدقيقة الكبرى أو التخطيط والتنسيق للمهارات.

4- تأخّرٌ في النمو اللغوي، ويشمل ذلك مشاكل في فهم المعاني، وقلة المفردات اللغوية، وصعوبةً في استخدام القواعد النحوية بشكلٍ صحيح عند تركيب الجمل أو صياغة العبارات. ^[6]

ما هو تشخيص الإصابة باضطرابات النطق؟

من المهمّ أن يقوم الأخصائي بإجراء فحصٍ جسدي قبل أن يتمّ التشخيص، وإن لم يكن هنالك مشكلة طبية جسمية سوف يقوم المختص بتحويل المريض إلى غرفةٍ لإجراء التشخيص المناسب وفقاً للخبير المختص ب(SLP) :

1- إجراء اختباراتٍ تشخيصيةٍ نفسيةٍ موحدةٍ للحالة بواسطة الخبير.

2- مراقبة حركات فم الطفل أثناء الكلام.

3- أخذ لهجة الطفل وطريقة كلامه بشكلٍ دقيقٍ ومفصل.

4- الأخذ بعين الاعتبار التاريخ العائلي والطبي للطفل، مثل: الولادة المبكرة، أو التهابات الأذن السابقة المتكررة.

5- النظر إلى بنية الفم والشفة، لمعرفة إذا كان هناك مشاكل قد تكون مساهمةً في ذلك الاضطراب، كالأسنان، والحنك.

كما يمكنه أيضاً تقييم شدة الاضطراب من الخفيف إلى الشديد.

طرق لتقييم شدة الاضطراب

1- مقياس مرقم من 1 إلى 10.

2- نسبة الحروف الساكنة الصحيحة.

3- نسبة الحروف المشددة الصحيحة.

4- مقدار الكلام الذي يستطيع الطفل فهمه من خلال الخبير. ^[7]

ما هو علاج اضطرابات النطق؟

1- يقوم الأخصائي بتحديد مواعيد منظمة، وأنشطة وتمارين للقيام بها في المنزل.

2- تحديد الأصوات التي لا يمكنهم إصدارها، وتصحيح الطريقة التي يصدرون بها الكلام.

3- تقوية عضلات الفم من خلال التدريب المستمر على النطق، والمشاركة في الكلام.

4- وظائف منزلية يعطيها الخبير من أجل تكوين الصوت في المنزل.

5- إعادة تعلم طريقة التحكم في الأجزاء الحركية الدقيقة من الكلام، كتشكيل حركات الشفة، وتحريك اللسان. ^[7]