Published in: الصحة النفسية

اضطراب النشوة الجنسية الأنثوي

Author أ. بتول ندة

Published on: 30 يناير، 2024

أ. بتول ندة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب النشوة الجنسية لدى الإناث؟

يتكون اضطراب فقدان النشوة الجنسية عندما تعاني الأنثى من صعوبةٍ في الوصول إلى مرحلة الذروة، والنشوة الناتجة عن عملية الجنس مع شريكها في الفراش، حيث تكون النشوة متأخرةً أو نادرة الحدوث بالرغم من التهيُّج العاطفي والاشتياق، لذلك مما يؤدي للضيق والتوتر أثناء العلاقة الجنسية.

ويتمُّ وصف ذلك بالعجز الجنسي بالرغم من أن الطرف الآخر يشعر بالارتياح، وفي قمة السعادة على عكس الأنثى التي يؤثر عليها الاضطراب، ويُسبّب لها مشاكل في الصحة العقلية، وفي العلاقة مع الشريك، ومن الممكن أن تلقي اللوم عليه لأنه لا يقوم بإشباع احتياجاتها الجنسية والعاطفية.

في حين أن منظور الجنس المعتمد هو أن يكون هدف كل طرف إسعاد الطرف الآخر معه في العلاقة، ويطلق على فقدان هزات الجماع أيضاً بخللٍ في الذروة الجنسية المسؤولة عن مشاعر وأحاسيس المتعة والفرح التي تحدث، ويمكن أن تختلف تبعاً للوقت والشدة لدى كل طرف منهما من حيث الحركات الجسدية الإرادية واللاإرادية.

وتوجد أنواع من الإناث بحاجةٍ لكثير من التحفيز الجنسي للوصول لهزة الجماع، ويختلف ذلك من أنثى لأخرى، ومع فقدان هذه الهزات تشعر الأنثى بانعدام الرغبة تجاه الممارسة الحميمية نظراً لشعورها بالألم أو الكره العاطفي لشريكها، وفي نفس الوقت الخجل من نفسها، لأنها لم تصل لما ترغب به من العلاقة. ^[1]

ما هي محاور تصنيف فقدان هزة الجماع لدى الأنثى؟

تمَّ تصنيفها إلى أربعة محاور، وهي: ^[1]

1- النوع الابتدائي (أو يستمر مدى الحياة)، حيث لم تصل الأنثى للنشوة الجنسية من قبل.    

2- النوع المُكتسب (الثانوي)، حيث كانت الأنثى قادرةً على الوصول إلى النشوة، ولكنها وبعد مرور الوقت لم تعد قادرةً على ذلك، وهذا أمرٌ شائعٌ كثيراً، وخصوصاً بعد انقطاع الحيض (الدورة الدموية) لديها.

3- النوع الذي تحكمه المواقف والظروف أي لا يمكنها الوصول للنشوة الجنسية إلا في مواقف معينة، كالاستنماء (أي التحفيز الذاتي بممارسة العادة السرية).

4- النوع العام، حيث لا تصل أبداً للنشوة، ولا في أي موقفٍ حتى عندما تشعر بالإثارة والتهيُّج، وتزداد هذه المشكلة مع التقدم في العمر، ولكن من المحتمل أن تؤثر على الأشخاص في أي عمر.

ما هي أعراض اضطراب النشوة الجنسية الأنثوي؟

● تأخر حدوث هزة الجماع.

● هزات جماعٍ قليلة الشدة.

● هزات جماعٍ أقلّ كثافة ومتعة بشكلٍ ملحوظٍ عكس ما كان في السابق.

● انعدام النشوة الجنسية، والشعور بالقلق، وانعدام الثقة بالنفس.

● الوصول إلى النشوة عند الأنثى كان أمراً سهلاً في الماضي، والآن تعاني من اختلاف الوضع، وتغير في مشاعرها وأحاسيسها الجنسية.

● مواجهة مشكلة، والكثير من الصعوبات للوصول للنشوة في مواقف محددة. ^[2]

ما هي أسباب اضطراب النشوة الجنسية الأنثوي؟

1- العوامل الأساسية في العلاقة

ومنها عدم الإكثار من المداعبة في العلاقة، ومعاناة الشريك من القذف المبكر، مما يثير انزعاج الأنثى، والنظر للرجل على أنه كائنٌ استغلاليٌّ لا يهتمُّ بميولها ورغباتها، وسوء التواصل، والتعرُّف على التفضيلات الجنسية لدى الطرفين.

2- العوامل النفسية

كالقلق، والاكتئاب، وعدم الأمان، والخوف من العلاقات، وتفضيل الوحدة.

3- العوامل الاجتماعية

كالتأثيرات التي تعاني منها الأنثى بعدم القدرة على الاعتراف بالمتعة الجنسية أو قول اهتماماتها تجاه الموضوع.

4- تعاطي الأدوية

 كمضادات الذهان أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية في العادة.

5- نقص المعرفة

حول التفضيلات الجنسية، وعدم الاكتراث بها.

6- المعاناة من بعض الأمراض

 التي تؤدي لتلف في نهايات الأعصاب الحسية أو اللاإرادية التناسلية، كالإصابة بمرض السكري، أو التصلُّب المتعدّد.

7- الإصابة بضمور الفرج

مثل: الحزاز المتصلب. ^[3]

ما هو تشخيص الاضطراب؟

بحسب الدليل التشخيصي يذكر بأن الأنثى تحتاج لعنايةٍ طبيةٍ في حال النقص الحاد أو غياب أكثر من ثلاث عناصر التالية، وهي: ^[4]

● قلة الاهتمام بالنشاط الجنسي.

● عدم وجود تخيُّلاتٍ جنسيةٍ مثيرة.

● إذا كانت الأحاسيس التناسلية أو غير التناسلية تأخذ 75 بالمئة من النشاط الجنسي.

● غياب الاهتمام بالمحفزات الجنسية الخارجية والداخلية، على سبيل المثال: العبارات المكتوبة، أو اللفظية، أو السلوك الحميمي، كالاحتضان، أو القبلة.

● عدم الاستجابة مع الشريك في العلاقة، وحدوث حالة نفورٍ مفاجئة، وكرهٍ للشريك.

ما هو علاج اضطراب النشوة الجنسية لدى الأنثى؟

هنالك العديد من الممارسات العلاجية التي تساعد على فهم كيفية التعامل مع هذه المشكلة، وطرق تجاوزها: ^[5]

1- التغيير في أنماط الحياة

يمكن أن يؤثر نظام الحياة اليومي على الوظيفة الجنسية، وخصوصاً في الحالات التي يتمّ إرهاق الجسد فيها، وعدم النوم لساعاتٍ كافية، لذلك يجب وضع برنامجٍ غذائي، وتنظيم مواعيد النوم، وممارسة الرياضة، والاندماج في ممارسات تحسن المجالات الصحية والنفسية لدى الأنثى.

2- العلاج الجسدي

من المهمّ أن تطرح المشكلة على معالجين فيزيائيين مختصين في خلل الأداء الوظيفي في الحوض، وخصوصاً إذا كان توتر الحوض أو التراخي في عضلاته يُسبّب مشكلاتٍ في النشوة الجنسية.

3- العلاج بالأستروجين

قد يُقلّل الأستروجين في العادة من أعراض الطمث لدى الأنثى، ويحسن من الاستجابة الجنسية، حيث يتمُّ تناوله على شكل حبوب بعد انتهاء الحيض، كما أن الأستروجين الموضعي الذي يدهن على الجسم، كالكريم المهبلي يزيد من تدفُّق الدم إلى المنطقة الحساسة، ويحسّن من جودة النشوة والعلاقة الحميمية.

4- العلاج بالتستوستيرون

على الرغم من أن الآلية الدقيقة له غير واضحة، لكنه يلعب دوراً في الوظيفة الجنسية الصحيّة للأنثى، ويمكن أن يحسن من متعة العلاقة الجنسية، ومع ذلك يمكن أن تحدث آثارٌ جانبيةٌ سلبيةٌ له، مثل: حب الشباب، أو ظهور الشعر الزائد في الجسم.

5- تعديل الدواء

العديد من الأدوية الموصوفة، والتي لا تخضع لوصفةٍ طبيةٍ من الممكن أن تؤثر على الوظيفة الجنسية، وقد يقوم الطبيب بتعديل مستويات الأدوية أو استبدالها بمركبٍ مشابهٍ له في التركيب الكيميائي، مما يؤدي لتقليل الآثار السلبية الجنسية.

كيف يمكن للمُعالج الجنسي أن يساعد؟

يمكن له أن يساعد في كثيرٍ من الجوانب عن طريق: ^[5]

1- التثقيف حول المحفزات الجنسية وأنواعها.

2- التدريب على تمارين معينة لتعزيز الاستجابة، وزيادة شعور المتعة في العلاقة.

3- معالجة العوامل النفسية الغامضة التي تساهم في فقدان هزة الجماع، كالاكتئاب، أو القلق المُعمّم.

4- التعزيز من مهارات التواصل حول موضوع الجنس بين الطرفين.

5- تقنيات تطرح من قبل المُعالج لتخفيف التوتر الذي قد يعوق الممارسة الجنسية.

6- المساعدة في استكشاف التاريخ المرضي، وأسبابه، وما هي الأعراض، وأيضاً معرفة المشكلات المحيطة التي تساهم في الاضطراب.