Skip links
امرأة بالغة تظهر مرتين في صورة واحدة مرة تضع يد واحدة على رأسها وهي تفكر والثانية وهي تغطي وجهها بيديها بسبب معاناتها باضطراب

اضطراب الفينسيكليدين

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطراب الفينسيكليدين

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب الفينسيكليدين؟

هو اضطرابٌ متعلقٌ بتعاطي المواد المخدرة التي تسيطر على العقل، وتجعل الشخص غير قادرٍ على التحكم بأعماله وكلامه، وهو أيضاً ينتمي إلى فئة الاضطرابات التي تنشأ نتيجة تناول المهلوسات، والتي تسبّب تغيراتٍ في أداء الفرد، واستجابته تجاه بعض السلوكيات المعتادة.

فالفينسيكليدين هو عقارٌ شديدُ الخطورة، ومن المحظور التداول به أو بيعه دون الحصول على تراخيص قانونية، ويُعرف باسم الفينول الخماسي الكلور، وهو مادةٌ من صنع الإنسان طعمه شديد المرارة يصنع من مسحوقٍ أبيض، ويمكن تواجده على شكل أقراص، أو كبسولات حبوب، أو بودرة.

وفي بعض الأحيان يتمُّ صبغه، وتغيير لونه، وآلية عمله السلبية تحصل عندما يصل الجسم إلى مرحلة الإدمان عليه، فتبدأ المشكلات الصحية بالظهور، كأن يصيب الفرد نوبات من الغضب، وغيبوبة مفاجئة قد تؤدي للموت، وغالباً ما يتعاطى الأفراد هذا العقار من أجل الإحساس بالنشوة، والتهيج، والإثارة، ليشعر بعدها الفرد بالانفصال عن ذاته وواقعه. [1]

ما هي أهمُّ المعلومات التي يجب معرفتها عن اضطراب استخدام الفينسيكليدين؟

هنالك معلومتان عنه:

الأولى: إنه مخدر، والإكثار من تناوله يؤدي إلى الفصام، ويصبح تفكير الفرد مشوشاً، بالإضافة للمعاناة من هلوسةٍ دائمة، وسلوكٍ عدائي تجاه الآخرين.

الثانية: هذا المستحضر غير قانوني، واستخدامه المتكرر يؤدي إلى دمارٍ صحي شامل، وقد يخضع الفرد بعدها إلى جلساتٍ للتخلص من آثاره، كأن يتعرض الجسم لفترة نقاهة، يتمُّ من خلالها التخلص من السموم، وتظهر على المصاب أعراض الامتناع، كارتفاعٍ في ضغط الدم، واضطراباتٍ في النوم مع آلامٍ مزمنة في المفاصل، والعظام، وانخفاض في الشهية مع فقدان في الوزن والتعرق. [2]

كيف يؤثر الفينسيكليدين على الدماغ؟

تصبُّ جميع التأثيرات في كيفية إرسال واستقبال الناقلات العصبية الكيميائية لبعض الإشارات التي تصل إلى الدماغ، ويُحدث الفينسيكليدين ما يلي: [1]

1- يؤثر على عملية التذكر، ويضعف التركيز، والانتباه، والإدراك الحسي للفرد.

2- يؤثر على مستقبلات الدوبامين، مما يؤدي إلى سيطرة المزاج الكئيب على الشخص.

3- يُنتج أعراضاً شبيهةً بالفصام أو جنون العظمة، والقلق، والخوف الدائم مع تفكيرٍ بالانتحار، والكثير من الأفكار الوهمية.

4- يعزّز لفترةٍ محدودة المواد الكيميائية التي تُشعر الفرد بالسعادة والنشوة، كهرمون السيروتونين، والأندورفين، مما يخفف من التوتر والألم شيئاً فشيئاً مع زيادة الجرعات يعتاد الجسم على هذا العقار، ويدخل الفرد بمرحلة الإدمان القاسية، وهنا يستحيل على الفرد أن يعيش أو يتأقلم من دون تناول الفينسيكليدين.

ما هي أعراض اضطراب استخدام الفينسيكليدين؟

1- مع مضي وقتٍ محدّدٍ يشعر الفرد برغبةٍ شديدةٍ في استمرار تناول العقار أو أي دواءٍ مخدرٍ آخر.

2- ينعزل الفرد عن الأنشطة الاجتماعية الترفيهية أيضاً، ويدخل في حالة اكتئابٍ مستمرة.

3- لا يؤدي الفرد دوره الكامل في العمل، حيث تتكرر الغيابات، ويحصل أيضاً إهمال في عنايته الشخصية، ولأفراد أسرته جميعاً.

4- لا يستطيع الفرد مواجهة أي من المشكلات الاجتماعية، أو المهنية، أو تحمل نوبات الغضب، وتقلب المزاج الدائم دون تعاطي الفينسيكليدين.

5- اضطراباتٌ في النطق. [2]

ما هي الآثار الناجمة عن استخدام الفينسيكليدين؟

1- يؤدي إدمان استخدامه إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض الصحة العقلية بما فيها الذهان، والرهاب الاجتماعي مع الفصام.

2- اضطرابات في النوم، وسيطرة الأوهام والهلوسات على الفرد بما فيها ذكريات الماضي، وصدماته المتعددة.

3- العزلة، وبقاء الفرد بعيداً عن المشاركات، وعمليات التواصل، وخلق معارف جديدة طوال حياته.

4- مشاكل مع الأسرة، وحدوث خلافاتٍ زوجية مستمرة.

5- احتقان الأنف، وخاصةً الغشاء المخاطي له.

6- حالاتٌ من فقدان الذاكرة، وصعوبة تذكر الأحداث ولو مضى عليها ساعة فقط.

7- ارتفاع في معدل ضربات القلب، وضغط الدم، وارتفاع حرارة الجسم.

8- احمرار في العينين.

9- إذا تمّ تناوله مع كحول، فإنه حتماً سيؤدي لمشاكل في الجهاز التنفسي، وربما يتوقف كلياً عن العمل، وتحدث الوفاة.

10- مشاكل حسية، مثل: التغيرات في التعرف على صورة الجسد، والوقت، والأيام، وتغير في الصوت. [3]

ما هي أسباب اضطراب استخدام الفينسيكليدين؟

1- تعرض الفرد لصدماتٍ متتاليةٍ دون معرفة سببها.

2- التفاعل مع الأقران والبيئة المحيطة، فقد يكون هذه الاضطراب مكتسباً من قبل رفاق السوء الذين يشجعون عليه بدافع الفضول والإعجاب.

3- التربية الأسرية السيئة، فهنالك عائلات تتبع أساليب الدلال المفرط أو العقاب دون رحمة.

4- اندثار القيم الاجتماعية.

5- الفراغ في حياة الفرد.

6- وسائل الإعلام السلبي.

7- السفر خارج البلد، والبقاء وحيداً لفتراتٍ طويلة. [4]

متى يجب على المدمن أن يطلب المساعدة؟

توجد بعض العلامات التحذيرية التي تظهر على الشخص، ومنها: [4]

1- زيادة السلوك العدائي.

2- اتساع حدقة العين.

3- صعوبات مالية، حيث يتفاوت دخل المدمن مع ما ينفقه من مال.

4- تقلباتٌ في الوزن مع انخفاضٍ شديدٍ في رغبة تناول الطعام.

5- نوبات من العنف، والتنمُّر الجسدي مع ممارسة سلوكياتٍ مؤذية، كالضرب، والتهجُّم على الآخرين.

6- انخفاض شديد في طاقة الشخص، وقدرته على التواصل مع محيطه.

ما هو تشخيص الاضطراب؟

يجب أن يعاني الفرد مما تمّ ذكره من أعراض على الأقل لمدة 12 شهر، ففي حال تمّ التأكد من ذلك، يجب مساعدة الشخص على الاعتراف به أو اصطحابه إلى أخصائي نفسي في أقرب وقت ممكن، ويهتمُّ الأخصائي بطرح أسئلة حول تلك الأعراض، وشدتها، وخط الزمن أي الفترة التي بدأت التأثيرات الإدمانية تظهر بها ثم يقوم المعالج بإجراء فحص دمٍ سريع، للتأكد من كميات الفينسيكليدين التي أدخلت للجسم. [5]

ما هو علاج اضطراب الفينسيكليدين؟

لا توجد حتى الآن أدوية معتمدة بشكلٍ تامّ للعلاج، حيث إن مرحلة العلاج تركز على الحوار والمناقشة، ويتمُّ الأخذ بعين الاعتبار المراحل النفسية التي سيمرُّ بها المدمن من خفض الجرعات تدريجياً إلى سحب المواد المخدرة ثم الحياة دون مخدر، وتتنوع العلاجات هنا ما بين: [5]

1- العلاج المعرفي السلوكي

له دورٌ فعّالٌ في مساعدة الشخص على اكتشاف نفسه، وتغيير جميع معتقداته الخاطئة حول كل ما يدور في رأسه من أفكارٍ مرتبطة بالإدمان، والتعاطي مع تعزير وتحفيز مهارات التأقلم التي تساعد في الشفاء بشكلٍ أسرع، فكلما كان الشخص مرناً قابلاً لتقبل التغيرات كانت عملية العلاج أسرع.

2- ممارسة الرياضة والعمل المنتظم وتفعيل خدمات إدارة الطوارئ

حيث يتمُّ استخدام مبالغ مادية معينة لمكافئة الأشخاص الذين نجحوا في الابتعاد عن التعاطي.

3- تجنُّب المحفّزات

على الفرد تجنُّب المحفّزات سواءً أكان شخصاً، أو مكاناً، أو موقفاً محدداً، وكل ما من شأنه أن يساهم في خلق الرغبة، والمتعة تجاه تكرار التعاطي.

4- تقييم الوضع الصحي

يجب أن يتضمن العلاج إجراء تقييمٍ للوضع الصحي للمدمن بغية اكتشاف ما إذا كان المصاب يعاني من فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، أو التهاب الكبد الوبائي، أو أمراضٍ أخرى معدية، كمرض السل.

5- تغيير المدمن للبيئة والأصدقاء

والبحث عن وسائل تبقيه مشغولاً ونشيطاً، ومن المهم امتلاك الإرادة لإبعاد العقل عن الرغبة في التعاطي مجدداً.

وأخيراً هناك مجموعة من الناس قد يكون من الآمن خضوعهم لعلاج الانسحاب في العيادات الخارجية، حيث يساعدهم طبيب أو معالج نفسي، ويوجد بعض آخر قد تتطلب حالتهم الدخول إلى المستشفى.

المراجع البحثية

1 Sreenivas, S. (2023, May 11). What is PCP? WebMD. Retrieved February 21, 2024

2- MSc, E. H. B., MA PhD. (2023, June 16). Overview of phencyclidine use disorder. Verywell Mind. Retrieved February 21, 2024

3- Digital, A. (2023, August 11). PCP Addiction Signs, symptoms, Effects & treatment. The Recovery Village Drug and Alcohol Rehab. Retrieved February 21, 2024

4- Phencyclidine Use Disorder DSM-5 multiple diagnostic codes – Therapedia. (n.d.). Retrieved February 21, 2024

5- Cullen, E. (2024, January 3). PCP Use Disorder – Definition, symptoms, and Causes. MentalHealth.com. Retrieved February 21, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.