Skip links
طفل أشقر وامرأة تحمل بيدها مرآة وأوراق أحرف الهجاء على الأرض

اضطراب التواصل غير المحدّد

الرئيسية » المقالات » الصحة النفسية » اضطراب التواصل غير المحدّد

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو اضطراب التواصل غير المحدّد؟

هو معاناة الفرد من صعوباتٍ مختلفةٍ وعديدةٍ في مجالات التواصل، وقد تتضمن هذه المصاعب جميع النواحي الفكرية، واللغوية، والتعبيرية، ويترافق مع ضعفٍ في النمو الذهني، والتأتأة في الكلام، إضافةً لفقدان وتراجع حاسة السمع بشكلٍ تدريجي.

وينتج عن ذلك مشكلات عميقة جداً في إرسال واستقبال الإشارات والرسائل الصوتية، وقد سمّي هذا الاضطراب باضطراب التواصل غير المُحدّد، لأنه يشمل عدة أنواعٍ من الاضطرابات، ولكن بنسبٍ متفاوتة، ومنها: [1]

1- اضطراب اللغة الاستقبالية المختلطة المفهومة

حيث يعاني الفرد من تأخُّرٍ عقلي، ومشاكل في الاستيعاب والتحدث.

2- اضطراب اللغة الموضوعية المعبرة

يواجه الفرد صعوبةً في نطقه لبعض الحروف، إضافةً لخللٍ في التعبير بشكلٍ صحيحٍ عن الأفكار.

3- اضطراب التواصل الاجتماعي

يعاني الفرد من مشكلةٍ في التواصل اللفظي وغير اللفظي، وفي إبداء الرأي، وإقناع الآخرين به.

4- اضطراب الطلاقة في بدايات الطفولة

والذي يعرف بالتأتأة، حيث تتمُّ ملاحظتها في أوائل مرحلة النضوج، والطفولة المبكرة.

من هم الأفراد المُعرّضون لخطر الإصابة بالاضطراب؟

هنالك عدة فئاتٍ معرضة لخطر الإصابة به، وهم ذاتهم الجماعات الذين عانوا من طفولةٍ مشوهة وغير سويّة، بالإضافة لإصاباتهم المختلفة في الجسد نذكر منهم ما يلي: [2]

1- التعسُّر والولادة المبكرة للفرد.

2- انخفاض في الوزن أثناء الولادة.

3- الإصابة بطيف التوحُّد.

4- التعرض لسكتاتٍ دماغية.

5- سوءٌ في التغذية، والإصابة بشللٍ دماغي.

6- الفشل في عمليات النمو الوظيفي للجسم.

7- الإصابة باضطراب طيف الكحول الجيني.

8- تاريخ عائلي من الاضطرابات المختلفة.

ما هي أسباب اضطراب التواصل غير المحدّد؟

وجوده له أسباب عديدة، منها ما هو مرتبطٌ بالتعلم، ومنها ما هو مرتبطٌ بالتوازن النفسي للمصاب، فمن الصعب تحديد أسبابه، وحصرها في جانبٍ واحدٍ فقط، وبناءً على ذلك تمّ اعتماد مجموعةٍ من المُسبّبات الجوهرية التي تمّ اكتشافها: [3]

1-العوامل الخلقية

في حال سببت مضاعفات الحمل أو الأدوية الموصوفة بحدوث مشاكل في عملية التواصل لدى الجنين بعد الولادة.

2- العوامل الوراثية

ناتجة عن جينات يرثها الطفل من أحد والديه أو كليهما تؤدي لإصابته بذلك.

3- عوامل البيئة المحيطة

حيث من الممكن أن يندمج الفرد مع أشخاصٍ يعانون من الاضطراب أو لديهم صعوبات في التواصل، بالتالي يصبح الموضوع مكتسباً منهم.

4- خلل في عمل الغدد الصماء

حيث تؤثر هذه الغدد على النمو الحركي، والتوازن النفسي للأطفال.

5- أسباب وظيفية

تنتج عن إصابةٍ مرضيةٍ لبعض الأجهزة المسؤولة عن النطق والتكلم.

6- وجود عيوب جسدية

تلعب دوراً كبيراً في نمو وتطور الاضطراب، وخاصةً في حال فقدان الثقة بالنفس، وتقمُّص شخصيات الآخرين لكي يخفي المصاب عيوبه، لكنه أمرٌ سلبيّ، لأنه سيؤدي لمزيدٍ من الاضطرابات في الشخصية بما فيها اضطرابات اللغة.

7- مشاكل بيولوجية

كأن يصاب الفرد بتشوّهاتٍ في نمو الدماغ أو يعاني من تشوّه خلقي في الفكين يمنعه من النطق الصحيح، الأمر الذي يستدعي عمليات جراحية، وتقييماً طبياً للأمر بعدها.

8- الصدمات النفسية والعاطفية

 وتأثيراتها على الجانب الحسي للفرد.

ما هي علامات الإصابة باضطراب التواصل غير المحدّد؟

1- لا يشارك المصاب بالأنشطة الاجتماعية، ويظل في انعزالٍ تامٍّ عن أصدقائه، ولا يدخل معهم في أي نقاشٍ لأنه يعدُّ نفسه أقل شأناً منهم.

2- يتعمد الفرد السكوت، والابتعاد عن الثرثرة والكلام بسبب ضعف القدرة على التعبير لديه.

3- يتبع أسلوب الإيماءات والإشارات لإيصال فكرته، ويفضّل اتباع هذه الطريقة عن الكلام بسبب معاناته من ضعف مهارات التواصل.

4- يعاني من صعوبةٍ في الفهم، وقد يحتاج إلى تكرار الكلام أمامه أكثر من مرة ليصل المعنى له.

5- لا يبتسم للآخرين، ولا يبدي رأيه في شيء، ويتلعثم عندما يتكلم بسرعة، مما يُلحق خللاً في نطق مخارج الحروف، فقد يحذف بعض الحروف أو يلفظها بشكلٍ غير صحيح، بالتالي قد يشعر بالإحراج والخجل.

6- يعاني من مشكلةٍ في الكتابة، وصياغة الجملة بسبب وجود خللٍ في النطق، وتهجئة الكلمات، وكيفية ترتيبها في سياقٍ واضح لتؤدي المعنى المراد. [4]

ما هو تشخيص الاضطراب؟

لكي يتمّ التشخيص بشكلٍ جيد يجب أن يقوم الطبيب بفحص الحنجرة، والأذنين، والأنف، ومراجعة التاريخ العائلي للمصاب، وبعدها إجراء اختبار السمع، ومن ثم الفحص الجسدي، وتقييم حالة الجهاز العصبي، للتأكد من وجود الاضطراب.

ولكن الأمر المهم أن يكون الوالدين على علمٍ بمشاكل التواصل لدى أطفالهم من خلال الوعي، والتدخل المبكر الفوري في حال تمّ الاشتباه بأي مشكلة سواءً في النطق أو الصوت، وفي كل ما يخص مهارات الاتصال، ومن ثم يأتي دور الأخصائي النفسي في تحديد مرتكزات المعالجة النفسية، وإسقاطها على الفرد حينما يتمّ البدء بالعمل والعلاج. [5]

ما هو علاج الاضطراب؟

العلاج له دور فعّال في تحسين عملية اللفظ والتحدث بطلاقة عند الأطفال أو البالغين، حيث توفر عملية المعالجة الكثير من الميزات والفوائد للفرد، ومنها: [6]

1- تُحسّن من احترام الذات، وترفع من قيمة وثقة الفرد بنفسه.

2- تزيد من مشاعر الاستقلالية، والاعتماد على النفس.

3- تجعل الفرد قادراً على التعبير عن مشاعره وأفكاره بشكل سوي ومفهوم لمسامع الناس.

4- تحسين جودة الصوت والنطق.

5- تقوي من شخصية الفرد، وتزيل مشاعر التوتر والقلق الناجمان عن التلبك من بدء الكلام، والتحدث بصوت عال.

6- تحسين جميع مقومات اللغة لدى الفرد، وتمتين أساسها، كالتعبير، والاستيعاب، والكتابة، والحفظ.

ما هي العلاجات المُتّبعة مع اضطراب التواصل غير المحدّد؟

1- ممارسة التمارين المتعلقة بحركة اللسان والفم

حيث يستخدم المُعالج مجموعةً من التمرينات التي من شأنها أن تعمل على تقوية النطق والتحدث من خلال تدريب اللسان على التحرك في شكل أنماطٍ منسقةٍ ومنظمة.

2- إيماءات الوجه

حيث إن التحكم في حركات الوجه يساعد في الاندماج، وتحسين المهارات الحركية للفرد، مما يعطي حافزاً للقراءة بشكلٍ جيد دون أغلاط، وقد يطلب المُعالج من المصاب تكرار بعض الكلمات مع الابتسامة أو تجعيد الشفاه ثم إراحة معالم الوجه.

3- ممارسة ألعاب الجمل والكلمات

أظهرت بعض الدراسات أن ألعاب الذاكرة، وحل الألغاز، والبحث عن الكلمات المتقاطعة تساعد في تنشيط الذاكرة، والمحافظة على الجوانب الإبداعية للفرد بما فيها الوظيفة الإدراكية، وتحسين مهارات التفكير والتعلم.

4- العلاج المعرفي السلوكي

الذي يساعد الفرد في التعبير عما بداخله من مشاعر وأحاسيس خفيّة، فقد يكون اضطراب التواصل ناشئ عن رهابٍ اجتماعي أو أنه يعاني من فقدانٍ لقيمته في المجتمع الذي يعيش فيه، مما يجنبه الدخول والتحدث أمام الجميع أو الدفاع عن حقه، ويتقصد الابتعاد عن التجمعات والعزلة بسبب ذلك.

وهنا يأتي دور الأخصائي في تعديل سلوكه واطلاعه على مبادئ احترام الذات، واحترام الآخرين له، وكيفية التخلص من رهاب التحدث، بالإضافة إلى تعليمه سلوكياتٍ تساعد في رفع معنوياته، وتغيير نظرته للحياة عندما يتبع مبادئ معينة، ويعتمدها في حياته. [6]

ما هي المدة التي يتمُّ تحديدها لعلاج الاضطراب؟

تختلف احتياجات كل فردٍ عن الآخر كونها تعتبر فريدةً من نوعها، فمن الممكن أن يتحسن هذا الاضطراب مع التقدم في العمر، بينما قد يتطلب البعض سنوات كثيرة، حيث يعتمد الوقت الذي يحدد فيه العلاج على ما يلي: [6]

● العمر.

● نوع اضطراب التواصل.

● مدى خطورة الاضطراب، وتأثيره على قدرات الفرد العامة في التواصل والكلام.

● في حال كان الشخص قد عانى من صدمةٍ نفسية أو مرضٍ عقلي في حياته، قد يأخذ ذلك فترةً زمنيةً أكبر للشفاء منها ثم البدء بالعلاج.

● تحضير العلاج من قبل المُعالج بشكلٍ مسبق، ووضع برنامجٍ تدريبي علاجي يتضمن عدد الجلسات، والطرائق المستخدمة مع المصاب، وتحديد الوقت المُستغرَق في ذلك.

المراجع البحثية

1- American Speech-Language-Hearing Association. (n.d.-a). Child Speech and language. Retrieved March 10, 2024

2- Language disorders in children. (n.d.). Stanford Medicine Children’s Health. Retrieved March 10, 2024

3- Communication disorders. (2022, September 8). Raising Children Network. Retrieved March 10, 2024

4- Integration, C. (2024, February 26). Communication Disorders in Children: Types, Signs, and causes | UPMC HealthBeat. UPMC HealthBeat. Retrieved March 10, 2024

5- Shah, U. K. (2024, February 16). Communication disorders in children. MSD Manual Consumer Version. Retrieved March 10, 2024

6- Professional, C. C. M. (n.d.-ak). Speech therapy. Cleveland Clinic. Retrieved March 10, 2024

This website uses cookies to improve your web experience.