احتباس المشيمة عند الأبقار – الأسباب، العلاج وطرق الوقاية
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
تصاب الأبقار الحلوب باحتباس المشيمة بعد الولادة بنسبةٍ تتراوح بين 4 إلى 5 بالمئة عالمياً، وتعدُّ الأبقار التي تنتج اللحوم أقل عرضةً للإصابة بها، إذ تتعدد أنواع المشائم لدى الحيوانات، فهي أربعة أنواعٍ رئيسية، حيث تمتلك المجترات المشيمة الفلقية، وسمّيت بذلك لاحتوائها على عدة فلقات تكون إما محدبةً عند الأبقار أو مقعرةً عند الأغنام والماعز.
وغالباً ما تصاب المجترات الكبيرة (الأبقار) بشكلٍ خاص بعد الولادة باحتباس المشيمة مؤثراً بشكلٍ سلبي على الإنتاج والتكاثر، وما يعقبها من التهاب رحم قد ينتهي بالعقم، لذلك يجب على المربي مراقبة الأبقار بعد الولادة، والتأكد من خروج المشيمة، والتخلص منها بشكلٍ فني مناسب، حيث تعهد بعض الأبقار إلى تناول المشيمة لتصاب بمشكلةٍ أخرى، وهي عسر الهضم.
احتباس المشيمة عند الأبقار
هي حالةٌ مرضيةٌ عضوية، حيث يتأخر نزول الأغشية الجنينية بعد الولادة أو بعد الإجهاض بسبب عدم انفصال كافة الفلقات المشيمية مسبباً بقاءها في تجويف الرحم كجسمٍ غريب، مما يجعلها منبتاً لبكتريا أهمّها: البروسيلا، والأيشريكية، القولونية، وتتكون المشبمة من نسيجٍ كوريوني يرتبط مع مخاطية الرحم. [1]
الوقت المحدد لنزول المشيمة
يجب على العاملين في تربية الأبقار تقدير أن المشيمة قبل الولادة هي مصدر حياة الجنين، والتأكد من التخلص منها بشكلٍ فني ومناسب عند حدوث الولادة أمر ضروري، حيث تحيط بالمشيمة مجموعة من الفلقات يتراوح عددها من 75 – 125 فلقة، وتنشأ من المشيمة، وتلتصق مع بطانة الرحم عبر الأزرار الرحمية.
ويجب أن تنزل المشيمة خلال ساعة واحدة بعد الولادة، وإذا بقيت في التجويف الرحمي لأكثر من 12 ساعة صيفاً، وأكثر من 24 ساعة شتاءً يتمُّ اعتبارها قد احتبست، ويجب العمل على إزالتها من قبل المختصين لتجنب الوقوع في عدة أمراض، مثل: التهاب الرحم، الكيتوزس، انزياح المنفحة، التهاب الضرع.
أسباب احتباس المشيمة عند الأبقار
1- يعدُّ الإجهاض من أهمّ أسباب احتباس المشيمة، وله عدة أنواع أهمها: الإجهاض البكتيري عند إصابة الحيوان بالبكتريا، مثل (البروسيلا، الأيشريكية القولونية، البريميات) أو أجهاض طفيلي، كالإصابة بطفيلي المقوسة القندية أو الإصابة بالأمراض الفيروسية، مثل: مرض الإسهال البقري الفيروسي (BVD)، مرض التهاب الأنف والقصبات الهوائية المعدي (IBR).
2- عند إصابة الأبقار بعد الولادة بمجموعةٍ من البكتريا بسبب عدم اتخاذ الإجراءات الصحية المناسبة، مثل: (الأيشريكية القولونية، المكورات العنقودية والعقدية، الوتديات المقيحة).
3- تلعب عدة عوامل مرضية في احتباس المشيمة، مثل: عسر الولادة، الحمل التوأمي، استسقاء الأغشية الجنينية، التحريض على الولادة.
4- نقص العناصر الغذائية على رأسها فيتامين (A-E) والأملاح المعدنية (الكالسيوم، المغنيزيوم، اليود، السيلينيوم).
5- عدم اتزان الهرمونات واضطرابها.
6- ضعف مناعة الأبقار.
7- عدم ترييض الأبقار في الفترات الأخيرة من الحمل، وزيادة وزنها عن الحدّ الطبيعي.
8- استخدام مضادات الالتهاب غير السيترؤيدية في الأشهر الأخيرة من الحمل. [2]
التعامل مع الأبقار التي تعاني من احتباس المشيمة
يتمُّ بطريقتين، ولكل منها مزايا وعيوب، الأولى تقتصر على العلاج الدوائي فقط خاصةً في الدول ذات المناخ البارد أو في فصل الشتاء، ومن عيوبها أنها قد تتأخر حتى تسقط كامل المشيمة، وقد يتعرض الحيوان للإصابة بإنتاناتٍ بكتيرية.
الثانية تعتمد على إدخال اليد بين الرحم والمشيمة، ومساعدة الحيوان في التخلص منها بشكلٍ يدوي عبر نزع الفلقات الملتصقة بالأزرار الرحمية، وتعاب الطريقة الثانية بأنها قد تسبّب نزفاً رحمياً لسرعة التخلص من المشيمة لاعتبارها جسم غريب، وبقاؤها قد يسبّب أخطار جسيمة.
تطبيق العلاج حسب الحالة الصحية للحيوان
1- العلاج الدوائي
1- استخدام احدى المضادات الحيوية المناسبة، مثل: جنتمايسين 10 بالمئة، السيفتيوفيور 2,2 ميلي غرام لكل 1 كيلو غرام وزن حي، أو الأموكسيسيللين بتآزر مع السلفا ترابميثيوبريم 1ميلي غرام لكل 15 كيلو غرام وزن حي، حقن عضلي عميق من 3 إلى 5 أيام.
2- مضاد حساسية حقن عضلي عميق.
3- مضاد التهابي فلونكسين بجرعة 1 ميلي غرام لكل 20 كيلو غرام وزن حي حقن عضلي عميق.
4- تحاميل رحمية تحوي مضاد حيوي تكرر كل 24 إلى 48 ساعة، ويستمر العلاج من 3 أيام حتى أسبوع حتى تنزل المشيمة.
5- مسكنات الآلام خافضات درجة الحرارة، مثل: الباراسيتامول.
6- فيتامين هـ مع السيلينيوم حقن عضلي عميق.
7- بوروغليكونات الكاليسيوم بجرعة 200 إلى 400 ميلي غرام.
أما في حال العلاج الدوائي الهرموني، فيتمّ استعمال الأدوية المقلصة لعضلات الرحم لمساعدة الرحم في التخلص من المشيمة، مثلاً: يمكن دمج كل من الهرمونات التالية للحصول على انقباضات تحفّز من خروج المشيمة في نهاية المطاف، وهي، (الأكسيتوسين، الأستروجين، البروستغلاندين).
● الأكسيتوسين: ويعدُّ من أفضل الأدوية في التخلص المشيمة، لكنه يحتاج الأستروجين لكي يعمل، لذلك يستعمل حقن عضلي عميق بجرعة 50-100 وحدة دولية بعد الولادة ب 24 ساعة أو يتمُّ إعطاؤه بعد الولادة مباشرةً كدواءٍ وقائي يفيد في التخلص من المشيمة. أما بعد الولادة بـ 24 ساعة، فإن العلاج به لا يجدي نفعاً.
● الأستراديول، ويعدُّ الأفضل، حيث لا يحتاج إلى الأستروجين ليؤثر على عضلات الرحم مسبباً تقلصها بكفاءةٍ عالية، ويعطى حقناً عضلياً عميقاً بجرعة 2 ميلي غرام.
● الأرغومترين: ويؤثر على عضلات الرحم، كما يعمل على منع حدوث نزيفٍ رحمي، ويعطى بجرعة 1-3 ميلي غرام حقن عضلي عميق.
● أنزيم الكولاجينيز، ويعدُّ من أفضل العلاجات الهرمونية، ويتمُّ حقنه في شريان الحبل السري، ويعمل على فصل كافة الفلقات المشيمية عن الأزرار الرحمية خلال وقتٍ قصير، لكنه مكلف جداً.
2- الإزالة اليدوية
تعدُّ المشيمة من الأجسام الغريبة بعد الولادة، لذلك يعمل الطبيب على إزالته عبر الأدوية السابقة، فإذا لم تجدِ نفعاً يلجأ إلى إزالتها يدوياً خلال يوم إلى 3 أيام من الولادة، ولا يفضل تركها لوقتٍ أكثر، حيث لايزال عنق الرحم متسعاً يسمح باستخراجها، وتلعب حرارة الجو المحيط دوراً في تعفنها.
لذلك ينصح بإزالتها بأسرع وقتٍ ممكن صيفاً، ولا بدّ أن نذكر أن إزالتها بشكلٍ مبكر خلال أقل من ساعة واحدة بعد الولادة له دور سلبي يمكن أن يسبّب نزفاً رحمياً، ويزيد من فرصة الإصابة بالأمراض، كما إن إزالتها في وقتٍ متأخر يتجاوز 24 ساعة يغير طبيعة المشيمة، وقد تصاب بالتعفن ناشرةً رائحةً كريهة، وتكون الفلقات سهلة الفصل، والمشيمة قابلة للتمزق.
طريقة التخلص من المشيمية يدوياً
يتمُّ تنظيف مؤخرة الحيوان، وتطهير الفرج ثم ارتداء كفوفٍ طويلة بلاستيكية ثم كفوف مطاطية للحماية من خطر انتقال الأمراض المشتركة (بروسيلا، داء الكلب)، ثم دهن اليد بالزيت لتدخل عبر المهبل بين بطانة الرحم والمشيمة، ويتمُّ فصل الفلقات ببطءٍ ولطف.
وعندما يصبح الفصل أصعب يجب تجنب استخدام القوة، وتركها ليتمّ فصلها في مرةٍ لاحقة، وعند فصل الفلقات يجب سحب المشيمة الخارجة نحو الأسفل أو ربطها بثقل، مثل: قطع حجر أو خشب لتطبق قوة شدٍّ مستمرة، وعند الانتهاء يتمُّ إعطاء مجموعة أدوية، وهي:
● مضاد حيوي بنسلين أو أموكسيسيللين.
● تحاميل رحمية تحوي مضادات حيوية وهرمونية الأستراديول. [3]
طرق الوقاية من احتباس المشيمة
1- العناية بغذاء الأبقار العشار وتوازنه خصيصاً في المراحل الأخيرة من الحمل، وعدم الاعتماد على صنفٍ واحدٍ ضمن العليقة.
2- إضافة المكملات الغذائية ضمن العليقة المتوازنة خاصةً فيتامين E ،A مع السيلينيوم.
3- إعطاء أوميغا 3 وأوميغا 6 حقناً عضلياً عميقاً.
4- الاهتمام بترييض الأبقار العشر، مما يسهل عملية الولادة.
5- العناية بالأبقار العشر من حيث شروط التربية، والإيواء، والتهوية المناسبة، مما يعزز رفع مناعتها. [4]
المراجع البحثية
1- Retained placenta. (n.d). Thecattlesite.com. Retrieved July 16, 2024
2- Roberts, J. N. (n.d.). Retained Fetal Membranes in Cows. MSD Veterinary Manual. Retrieved July 16, 2024
3- Retained placenta in livestock: Causes, treatment, and management. (n.d.). Bivatec.com. Retrieved July 16, 2024
4- Retained placenta. (n.d). Farmhealthonline.com. Retrieved July 16, 2024
Comments are closed.