Skip links
رسم توضيحي لدماغ يعاني من رضّة

إصابة الدماغ الرضّية – الأعراض، الأسباب والاختلاطات المحتملة

الرئيسية » الطب » الطوارئ » إصابة الدماغ الرضّية – الأعراض، الأسباب والاختلاطات المحتملة

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

وفقاً لآخر الإحصاءات، فإن أكثر من 200 ألف شخص في الولايات المتحدة سنوياً يراجعون قسم الإسعاف بحالةٍ طارئة ناتجةٍ عن إصابةٍ رضّية مباشرة للدماغ، وهذه الأرقام عالمياً تصل لأكثر من 27 مليون إصابة كل عام، بعضها خطير، وبعضها الآخر مميت، وجميعها تحتاج رعايةً إسعافيةً طارئة. [1] [2]

ما هي الإصابة الدماغية الرضّية TBI؟

الإصابة الدماغية الرضّية (Traumatic brain injury) هي الإصابة الناتجة عن الضرب بأداةٍ حادة، أو بطلقٍ ناري ،أو نتيجة تحطّم عظام الجمجمة، وانطلاق أجزاءٍ عظمية داخل تجويف القحف. يحدث نتيجةً للإصابة الدماغية الرضّية تخرُّبٌ ضمن النسيج الدماغي الأمر الذي قد ينتج عنه أعراضٌ مؤقتة، أو طويلة الأمد، أو الوفاة مباشرةً بسبب الرض، حيث تُحدّد الأعراض الناتجة شدة الإصابة، وشدة تضرُّر النسيج العصبي، فهي قد تكون خفيفةً إلى متوسطة الشدة.

وتترافق غالباً مع غيابٍ مؤقت عن الوعي، أو قد تكون شديدةً (كأن يصاب أحد أجزاء الدماغ بضررٍ دائم، ويخسر المصاب الوظائف الحسية أو الحركية المسؤول عنها هذا الطرف)، وهي حالةٌ شائعةٌ بشكلٍ أكبر لدى الذكور، وعند الأطفال أقل من 4 سنين، والشباب بين 15 و24، وكبار السن أكثر من 65 عاماً. [3]

ما هي أعراض وعلامات الإصابة الدماغية الرضيّة؟

يمكن تقسيم الأعراض والعلامات تبعاً لشدة الإصابة إلى:

1- الإصابة الدماغية الرضّية الخفيفة

يمكن أن تتضمن كل مما يلي:

1- الأعراض الحسية: وتشمل اضطرابات الرؤية، وتغيُّرٌ في حاسة التذوق والسمع.

2- الأعراض الجسدية: كالدوخة، والغثيان، والصعوبة في النطق، والقيء المتكرر.

3- الأعراض الذهنية: اضطراب الوعي لفترةٍ قصيرةٍ من الزمن (عدة دقائق)، وتغيراتٌ مزاجيةٌ، وصعوباتٌ في النوم، أو النوم لفتراتٍ طويلة.

2- الإصابات المتوسطة والشديدة

تكون الأعراض مشابهةً إلا أنها تكون أكثر حدةً:

1- يكون غياب الوعي مستمراً، وقد يدوم لساعات.

2- صداعٌ معنّدٌ، وقيءٌ مستمرٌّ لفتراتٍ طويلة.

3- ضعفٌ وخدرٌ في الأصابع والأطراف.

4- سيلانٌ أنفيٌّ لسوائل شفافة.

5- تخليطٌ ذهنيٌّ شديد.

6- سباتٌ واضطرابات غياب الوعي.

وعلى عكس المتوقَّع، فإن غياب الوعي ليس الأعراض المُشاهدة بشكلٍ دائم، وكما أن حدوثه أو عدم حدوثه لا يعدُّ مؤشراً لشدة الإصابة، فالكثير من الإصابات الدماغية الرضّية المُميتة لا يعاني فيها المصاب من اضطرابات الوعي، ولا حتى أي شكلٍ من أشكال التخليط الذهني. [3]

ما هي أعراض الإصابة الدماغية الرضيّة عند الأطفال؟

على الرغم من كون الأذيّة متشابهة لدى مختلف الفئات العمرية، إلا أن الأطفال قد تتظاهر لديهم الأعراض بشكلٍ مختلف حيث تتظاهر بالشكل التالي:

1- بكاءٌ شديد.

2- تغيّرٌ في عادات النوم.

3- ضعف قدرة الانتباه.

4- نوباتٌ صرعية.

5- اكتئاب. [3]

ما هي أسباب الإصابات الرضّية الدماغية؟

عادةً ما يكون الضرب المباشر على الرأس السبب الرئيسي لحدوث الإصابة الدماغية، ولكن يمكن لأي نوعٍ من أنواع الحوادث أن تُسبّب أذيّةً دماغية :

1- حوادث السقوط

كالسقوط من السلم، أو الدرج، أو السقوط أثناء الاستحمام، وهي بشكلٍ عام الأسباب الأكثر شيوعاً للإصابات الدماغية الرضّية، وخاصةً عن الأطفال والمُسنّين.

2- حوادث السير

سواءً مع السيارات، أو الشاحنات، أو حوادث الدراجات النارية.

3- أسباب أخرى

أحداث العنف بمختلف أنواعها، كالطلق الناري، والانفجارات، وغيرها. يمكن للأدوات الحادة أن تُسبّب إصاباتٍ دماغية مختلفة، ولكن احتمال أن تكون سبباً مباشراً لحدوث الإصابة أقل، وذلك بسبب صلابة عظام الجمجمة التي تحيط بالدماغ. [3]

ما هي الاختلاطات المُحتملة للإصابات الرضّية الدماغية؟

لا يمكن حصر جميع الاختلاطات التي قد تنتج عن الإصابات الدماغية الرضّية، إلا أن بعض الاختلاطات قد تُسبّب صعوباتٍ لدى المصاب حتى بعد التعافي التام من الإصابة، كصعوباتٍ في النطق، والتواصل، وكذلك من الجدير بالذكر بعض الاختلاطات الأخرى، مثل:

1- السُّبات

أي الغياب عن الوعي لفتراتٍ طويلة دون القدرة على استجابة للمُنبهات المحيطية، والتي قد يصحو منها المريض ليستعيد وعيه الطبيعي أو قد يدخل في حالة أشدّ، وهي الحالة الإنباتية (Vegetative state).

2- الحالة الإنباتية

يعاني فيها المريض من اضطراب وعي شديدٍ، حيث لا يستطيع الاستجابة للمُنبهات المحيطية، إلا أنه قد يقوم بفتح عينيه أو يحرك أطرافه، وعادةً ما تترافق هذه الحالة مع الاضطرابات الدماغية الشديدة، وقد تكون هذه الحالة دائمةً، ولكن عادةً ما يتحسن المريض ببطء ليستعيد وعيه بعد فترةٍ من الزمن.

3- الموت الدماغي

يكون المريض الذي دخل في مرحلة الموت الدماغي غير قادرٍ على الاستجابة لأي منبهٍ كان، ويحتاج لأجهزة الإنعاش بشكلٍ دائمٍ للمحافظة على حركة التنفس لديه، ولحظة إيقاف أجهزة يدخل المريض في قصورٍ تنفسيٍّ حاد.

الموت الدماغي غالباً ما يُلاحظ عند تخرُّب جذع الدماغ بسبب الإصابة الرضّية، ويُعتبر الموت الدماغي حالةً غير قابلة للعكس والشفاء، ويمكن أن يُلاحظ لدى المريض اضطراباتٍ أخرى عديدة، كضعفٍ ذهني، واضطرابات ذاكرة قصيرة أو طويلة الأمد، وكما قد تنتقل إنتانات إلى داخل القحف، أو تتجمع السوائل ضمن القحف (استسقاء دماغي)، وهي من الحالات الخطيرة التي قد تؤدي إلى الوفاة.

قد لا ينتج عن الحالات المتوسطة والخفيفة اختلاطاتٍ مهمة لدى الكبار في السن، إلا أنها قد تكون السبب في ضعف الذكاء والذاكرة لدى الأطفال، واضطراباتٍ تطورية مختلفة، وذلك بسبب ليونة عظام الجمجمة لدى الأطفال، مما قد يؤدي إلى تضرُّر النسيج الدماغي من الضربات الخفيفة مقارنةً بجمجمة البالغين الصلبة. [3]

كيف تشخّص الإصابات الدماغية الرضّية؟

كونها حالة إسعافية، فإن التشخيص السريع والفعّال للمصابين TBI هو عاملٌ أساسيٌّ في تخفيف أضرار الإصابة على الدماغ، وتجنُّب أي اختلاطاتٍ دائمة وتُشخَّص الإصابات بما يلي:

1- مقياس غلاسكو

وهو تقييمٌ من 15 نقطة يقيّم فيها الطبيب مستوى وعي المريض المصاب عبر تقييم الاستجابة الحركية، والحسية، وحركة العين، ويمكن الاعتماد على هذا التقييم للحصول على فكرةٍ أوليةٍ عن طبيعية إصابة المريض، ومعرفة مدى استقرار حالة المريض.

2- القصة السريرية

تفاصيل الحادثة التي يمكن الحصول عليها من قبل المريض أو مرافقيه، ولها دورٌ مهمٌّ في معرفة عمق الإصابة وشدتها، والاعتماد على الخطة المناسبة لتدبير حالة المريض.

3- الصور الشعاعية

وهي إجراءٌ ضروريٌّ لمعرفة مكان وشدة الإصابة الدماغية، إلا أنه لا يمكن إجراء كافة أنواع الصور الشعاعية على المريض في غرفة الإسعاف:

التصوير الطبقي المحوري CT

يمكن الحصول على صورٍ بسرعةٍ كبيرة، ويمكن تصوير المريض في قسم الإسعاف، حيث يمكن أن يوجه لنمط الإصابة، ويُحدّد وجود الكسور والشظايا داخل الجمجمة أو وجود نزف داخل القحف.

تصوير بالرنين المغناطيسي MRI

هو تصويرٌ يتمُّ بعد استقرار حالة المريض، وتعطي الصورة الناتجة تقييماً دقيقاً لحالة الدماغ داخل القحف. [4]

بعد وضع التشخيص الدقيق يتمُّ تطبيق الخطة المناسبة لتدبير المريض مع العلم أن كثير من المرضى لا يحتاجون سوى المتابعة، وبعض أنواع مسكنات الألم، وبعض الحالات الأشدّ تحتاج العناية المشدّدة، وأجهزة الإنعاش للحفاظ على الاستقرار الحيوي.

المراجع البحثية

1-Corrigan, J., Selassie, A. W., & Orman, J. A. (2010). The epidemiology of traumatic Brain injury. Journal of Head Trauma Rehabilitation, 25(2), 72–80. Retrieved September 20, 2023

2- UpToDate. (n.d.). Traumatic brain injury: Epidemiology, classification, and pathophysiology .Retrieved September 20, 2023

3- Traumatic brain injury – Diagnosis & treatment – Mayo Clinic. (2021, February 4). Mayo Clinic. Retrieved September 20, 2023

Comments are closed.

This website uses cookies to improve your web experience.