Published in: الجغرافيا

الكوارث (أنواعها، وأسباب ازدياد آثارها)

Author أ. بيان درويش

Published on: 28 مارس، 2024

أ. بيان درويش

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو تعريف الكارثة؟

يمكننا تعريف الكارثة بأنها اضطرابٌ مأساويٌّ مفاجئٌ وخطير يصيب أي مجتمع، وقد يقع بإنذاراتٍ خفيفة وبسيطة يسهل التعامل والتكيف معها، والتحكم بها لتجنُّب الأضرار، أو قد تحدث الكارثة دون سابق إنذار يهدد، أو يتسبّب في حالات وفاة، أو إصاباتٍ خطيرة، أو تشريد أعدادٍ كبيرة من أفراد المجتمع يصعب التحكم بها، والسيطرة عليها.

وقد تفوق قدرة وإمكانية أجهزة الطوارئ المختصة والسلطات المحلية في التعامل معها، لكن مفهوم الكارثة تغير في السنوات الأخيرة نتيجة حدوث العديد من الكوارث الطبيعية غير المتوقعة، والتي تضمنت فيضاناتٍ خطيرة، وزلازل، وبراكين، وقد ترتب على ذلك خسائر في الأرواح، وتدمير الممتلكات، وأحدثت تأثيراً كبيراً على الاقتصاد الوطني. ^[1]

ما هي سمات الكارثة؟

تتسم الكوارث بسماتٍ مشتركة تحدد مدى إمكانية اعتبارها كارثة، وهي: ^[2]

– السرعة وتتابع الأحداث، والذي يعدُّ مؤشراً على وقوع كوارث جديدة.

– الضغط النفسي، والدرجة العالية من التوتر الذي تسبّبه للناس.

– نقص البيانات والمعلومات حول زمان ومكان وقوعها.

– تتطلب نظام اتصالات على مستوى عالٍ جداً لمحاولة تفادي الخسائر البشرية قدر المستطاع.

– تحتاج أجهزةً ذات تقنية وقدرة عالية للتنبؤ قبل حدوث الكارثة.

– تستوجب ابتكار وأساليب متطورة بسبب ضيق الوقت المتاح لاتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة الكارثة.

ما هي أنواع الكوارث؟

1- الكوارث الطبيعية

هي الكوارث التي تعرف علمياً بالظواهر الطبيعية، وتتحكم فيها الطبيعة دون تدخل الإنسان في أسباب وقوعها، لكن الإنسان قد يتسبّب في زيادة حجم الخسائر المترتبة على وقوعها بالإهمال، وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الخطر أو التخفيف من شدته، ومن أمثلة الكوارث الطبيعية التي لا يتدخل بها النشاط البشري (الزلازل، البراكين، الأعاصير، الفيضانات، الجفاف، غزو الحشرات، الانهيارات والانزلاقات الأرضية، انجراف التربة).

2- الكوارث البشرية

هي الكوارث التي تحدث بفعل النشاط البشري، ويكون له دور رئيسي في وقوعها، وقد تكون من صنع البشر عمداً أو سهواً نتيجة الإهمال والتراخي، وسوء الاستخدام، وهذا النوع من الكوارث يمكن التحكم في أسباب وقوعه، ومن أمثلة الكوارث البشرية: الأضرار البيئية، حوادث تلوث البيئة، مثل: تسرب الإشعاع السام إلى الأرض، الاضطرابات العامة والفتن.

3- الكوارث المهجّنة

هي نوعٌ مهجّنٌ ومركب من النوعين السابقين، وهذا يعني أن الكارثة قد تبدأ بفعل العامل البشري ثم تلعب العوامل الطبيعية دورها، ويتسبّب سوء تصرف الإنسان في زيادة حجمها، من أمثلة الكوارث المهجنة: الإهمال الذي يؤدي إلى انهيار السدود، الحرائق الكبرى للغابات. ^[3]

ما هي أسباب حدوث الكوارث الطبيعية؟

فيما يلي أبرز الكوارث الطبيعية، وأسباب حدوثها: ^[4]

1- الزلازل

تُعتبر الزلازل أهمّ كارثة طبيعية، وهو عبارةٌ عن اهتزازٍ واضطرابٍ مفاجئٍ وسريع يصيب الأرض، وتختلف هذه الكارثة في درجاتها وخطورتها، ويعود سبب حدوثها إلى حركة الصخور في باطن الأرض، وانزلاق الصفائح الأرضية بفعل الطاقة الكبيرة المبطنة في جوف الأرض، تحدث الزلازل فجأة دون سابق إنذار، ويصعب التنبُّؤ بها.

2- البراكين

البراكين عبارةٌ عن مجموعةٍ من الاندفاعات للحمم البركانية وغازاتٍ ذات درجات حرارة مرتفعة، ويعود سبب حدوثها إلى الارتفاع الحراري الكبير في جوف الأرض، حيث يؤدي لاندفاع الصخور من باطنها إلى الهواء مشكلةً سحابةً من الرماد، ينتج عنها أضرار كبيرة، مثل: تدمير المباني والمحاصيل الزراعية.

3- أسباب حدوث الفيضانات

الفيضانات عبارة عن ارتفاعاتٍ في مستويات المياه عن منسوبها الطبيعي في البحيرات والأنهار، ويعود سبب حدوثها إلى الزيادة الهائلة من المياه سواءً بسبب الهطول المطري الغزير، أو انهيار السدود، أو الأعاصير، فينتج عنها أضرار كبيرة في خسارة الأرواح والممتلكات.

ما المقصود بإدارة الكوارث؟

إدارة الكارثة تعني تطبيق سياسات واستراتيجيات للحدّ من أخطارها، ومنع نشوء أخطار جديدة، بهدف التقليل من الأضرار والخسائر في الأرواح والممتلكات لأقصى حدٍّ ممكن. تعتبر إدارة الكوارث عملية طويلة تحتوي على العديد من عمليات التخطيط والنشاطات، لذلك فإن أي خطةٍ مدروسة وناجحة على المستوى الوطني لإدارة الكوارث والأزمات يجب أن يتداخل معها دور العديد من الجهات المختصة ذات العلاقة.

ما هو الفرق بين معنى الخطر والمخاطرة؟

الخطر هو حالةٌ أو ظاهرةٌ طبيعية، وهو عبارة عن مجموعةٍ من العناصر الفيزيائية التي تسبّب ضرراً للإنسان خارجاً عن إرادته، تتسبّب بها قوى الطبيعة أو النشاط البشري، ويمكن أن يتسبّب في حدوث خسائر بشرية أو حدوث اضطراباتٍ قد تكون اجتماعية، أو اقتصادية، أو تدهوراً بيئياً. أما المخاطرة، فهي الفعل الناتج لاحتمالية حدوث الخطر، فهما مرتبطان معاً، لكن الفرق بينهما هو أن الخطر ظاهرة علمية موضوعية، والمخاطرة ظاهرة تقدر اجتماعياً. ^[5]

ما أسباب تزايد آثار الكوارث؟

تتزايد الكوارث الطبيعية بأنواعها ودرجاتها المختلفة، وعلى الرغم من التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم إلاّ أن الكوارث الطبيعية الاستثنائية تترك آثار التدمير على الأرواح والممتلكات، وهذا الأمر بطبيعة الأمر يعكس عدم القدرة على الحدّ من آثارها السلبية إلى جانب أسباب أخرى يمكن توضيحها في النقاط التالية:

1- التوزع السكاني غير المناسب، مثل: حركة الأعداد الكبيرة من السكان تجاه المناطق الحضرية، والقرب من الشواطئ، وخصوصاً الاتجاه إلى المدن الكبرى.

2- آثار تغير المناخ على البيئة الطبيعية وعلى النظم الزراعية والاقتصادية.

3- بناء العشوائيات، وهذا يشكل خطراً كبيراً على السكان في حال حدوث الزلازل.

4- عدم التطبيق المناسب للمعايير القياسية للتخطيط، والتصميم، والبناء.

5- نمو أعدادٍ كبيرةٍ من السكان، مما يؤدي إلى زيادة الأفراد المعرضين للأخطار.

مواجهة الإنسان للخطر والتكيف معه؟

إن التكيف مع حالات الخطر يتضمن عدة إجراءات للتحذير من حدوث الأخطار المكتملة، وتتضمن كذلك الطرق التي يمكن من خلالها تجنب وقوع هذه الأخطار، وتعتمد هذه الطرق على التكنولوجيا المتاحة وعلى القدرة الاقتصادية. وهناك ثلاثة مستويات للتكيف مع الخطر الطبيعي: ^[6]

1- يتمثل المستوى الأول في الإقامة الدائمة في منطقة الخطر رغم وجوده وإدراكه من قبل السكان القاطنين، مع عدم توفر وسائل لمواجهة الخطر سوى الوسائل التحذيرية للسكان، مثل: إخلاء المنازل، والتي يمكن استخدامها عند الضرورة للحفاظ عليهم من الخطر، وهذا المستوى يرتبط بأقصى درجات التعرض للخطر.

2- التخطيط لهجرة السكان إلى مناطق أخرى أكثر أماناً للحفاظ على حياتهم.

3- قيام سكان منطقة الخطر بإعادة التوزيع داخل المنطقة الخطرة، والتي قد تعرضت بالفعل إلى كارثة من قبل، وتركت آثارها التدميرية على المنطقة.