Skip links
أسنان شخص بالغ حيث يظهر جذر أحد أسنان الفك السفلي

أمراض النُّسج الداعمة – الأسباب، الأعراض وطرق العلاج

الرئيسية » الطب » طب الأسنان » أمراض النُّسج الداعمة – الأسباب، الأعراض وطرق العلاج

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

النُّسج الداعمة يُقصد بها النُّسج حول السنّية، والتي تشمل (اللثة، والأربطة، والعظم السّنخي)، وتحيط بالأسنان وتدعمها، وأمراض النُّسج الداعمة (Periodontal Diseases) هو مصطلحٌ شاملٌ لكل الحالات المرضية التي تتضمن التهاب وإنتان الأنسجة التي تحيط بالأسنان (اللثة، والعظم السّنخي).

تُعدُّ هذه الأمراض عدوى بكتيريةً خطيرةً تهاجم اللثة والأنسجة المجاورة التي تُثبّت الأسنان في مكانها، وإذا تُركت دون علاجٍ ستستمر العدوى، وتؤدي إلى امتصاص العظام المحيطة بالأسنان، وبالتالي تؤثر على ثبات الأسنان في مكانها. بشكلٍ عام أمراض النُّسج الداعمة ليست مؤلمة، لذا من الممكن أن يكون المريض مصابًا بها دون أن يعلم ذلك، وهي أكثر شيوعًا مع تقدُّم العمر. حوالي 60 بالمئة من الأشخاص بعمر 65 سنة أو أكثر يعانون من التهاب النُّسج الداعمة.

تصنيف أمراض النُّسج الداعمة

تصنّف حسب شدة المرض إلى: [1] [2]

1- التهاب اللثة

وهي المرحلة الأولى، تبدأ بلثةٍ حمراء ومنتفخة قد تنزف عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط، ولا يوجد فقدان للعظم، وبالتالي فهي قابلةٌ للشفاء الكامل عند استخدام العلاج المناسب.

2- التهاب النُّسج الداعمة الخفيف

في هذه المرحلة تتسرّب البكتيريا تحت اللثة، مما يؤثر على العظم الداعم، وقد تنحسر اللثة بعيدًا عن الأسنان، مما يخلق جيوبًا حولها، وتميل اللويحة السنّية والبكتيريا للاختباء في هذه الجيوب، حيث لا يمكن لفرشاة الأسنان والخيط الوصول إليها.

3- التهاب النُّسج الداعمة المتوسط

تبدأ البكتيريا في تآكل الأربطة والأنسجة الرخوة والعظام التي تثبّت الأسنان في مكانها، وقد تترافق مع رائحة فمٍ كريهة وصديدٍ (قيح) حول خط اللثة. بعض الأشخاص يشعرون بالألم في هذه المرحلة.

4- التهاب النُّسج الداعمة المُتقدّم

مع تفاقم الإنتان وعدم العلاج، يستمرُّ امتصاص العظم، مما يمكن أن يؤدي إلى تحرك الأسنان، وفي النهاية فقدان الدعم العظمي بشكلٍ كاملٍ لها، وبالتالي سقوطها.

العلاج المبكر لأمراض اللثة يجعلها قابلةً للشفاء الكامل، ولكن عند حدوث امتصاص للعظم السّنخي، فإن العلاج يهدف إلى إيقاف المرض عند هذا الحدّ، ومنعه من التقدّم أكثر.

أسباب أمراض النُّسج الداعمة

تُعدُّ اللويحة السنّية السبب الرئيسي لأمراض النُّسج الداعمة، حيث يبدأ التهاب اللثة على النحو التالي:

– تتجمّع البكتيريا على الأسنان بعد تناول الأطعمة الحلوة أو النشويات.

– إذا لم يتمّ تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بشكلٍ جيد تشكل تلك البكتيريا طبقةً لزجةً تسمّى اللويحة السنّية على سطح الأسنان.

– تتحول اللويحة السنّية إلى ترسُّبٍ صلبٍ يسمّى القلح على طول اللثة.

– يحبس القلح البكتيريا على اللثة، مما يُسبّب المزيد من الضرر.

– تصبح اللثة متهيجةً، حمراء، ومتورمة، وقد تنزف عند التنظيف بالفرشاة.

– بعد فترةٍ من الإصابة بالتهاب اللثة، قد تنحسر اللثة بعيداً عن الأسنان، وتشكل جيوباً حول سنّية تمتلئ بالبكتيريا، واللويحة السنّية، والقلح، ولا يمكن تنظيفها من قبل المريض.

– تقوم البكتيريا بتفكيك العظام والأنسجة الضامة التي تثبت الأسنان في مكانها. بعد فترة قد تصبح الأسنان متحركةً بما يكفي لتسقط، حيث تُعدُّ أمراض النُّسج الداعمة السبب الأكثر شيوعًا لفقدان الأسنان لدى كبار السن.

تشمل العوامل الأخرى التي تساعد في التسبُّب في أمراض اللثة:

– العوامل الوراثية: وجود قصةٍ عائليةٍ لأمراض اللثة يزيد نسبة الإصابة.

– سوء النظافة الفموية.

– النظام الغذائي السيئ.

– التدخين أو استخدام التبغ غير المدخن.

– الإدمان على الكحول.

– أمراض المناعة الذاتية أو الأمراض الجهازية، مثل: الإيدز، والسرطان.

– مرض السكري.

– التغيرات الهرمونية في الجسم خلال (الحمل، البلوغ، انقطاع الطمث، والدورة الشهرية) تجعل اللثة أكثر حساسية، مما يُسهّل تطور التهاب اللثة.

– الكزّ على الأسنان بشكلٍ متكرر وغير مُسيطَرٍ عليه (صرير الأسنان).

– بعض الأدوية تقلّل من إفراز اللعاب الذي يحمي الأسنان واللثة، مثل: الأدوية التي تمنع النوبات، وتعالج نوعًا من آلام الصدر يسمّى الذبحة الصدرية. [3] [4]

تشخيص وأعراض أمراض النُّسج الداعمة

1- الفحص السريري، حيث يقوم الطبيب بفحص الفم والأسنان بحثاً عن الأعراض التي قد تشمل:  

– لثةً حمراء، متورمة، أو حساسة.

– نزيفاً لثوياً عند السّبر.

– تراجع اللثة وانحسارها عن مستواها الطبيعي.

– وجود حركةٍ في الأسنان.

-ألماً عند المضغ.

– تغييراً في الإطباق.

– تغييراً في مدى انطباق أجهزة الأسنان الجزئية.

2- قياس عمق الجيوب حول الأسنان باستخدام أداة صغيرة تسمّى المسبر اللثوي.

3- السؤال عن التاريخ الصحي للمريض والأمراض العامة الموجودة لديه لتحديد عوامل الخطر المحتملة، مثل: مرض السكري.

4- السؤال عن العادات اليومية، كالتدخين، والنظام الغذائي للمريض.

5- أخذ صور أشعةٍ سينية لمعرفة مستوى الدعم العظمي.

6- في حال وجود إصابةٍ متقدّمة يقوم طبيب الأسنان بتحويل المريض إلى أخصائي اللثة (النُّسج حول السنّية) الذي يقوم بإجراء تقييمٍ دقيقٍ لحالة المريض من أجل تقديم الخيارات العلاجية الأفضل. [1] [4]

التدبير والعلاج

يختلف العلاج بحسب شدة الإصابة، والمرحلة التي وصل إليها المرض، والأذى الحاصل، وبشكلٍ عام تُعتبر أمراض النُّسج حول السنّية غير قابلةٍ للشفاء التام، ولكن يمكن إدارتها بالعلاج المناسب الذي يخفّف الأعراض، ويوقف تراجع اللثة والامتصاص العظمي.

حيث إنه بمجرد فقدان الدعم العظمي حول الأسنان لا يمكن استعادته إلى ما كان عليه بالكامل، وهنالك مرحلة واحدة فقط من أمراض النُّسج حول السنّية يمكن عكسها تمامًا أي شفائها بشكلٍ تام هي التهاب اللثة، إذا اكتشف في وقتٍ مبكر بما فيه الكفاية، وذلك بتنظيف الأسنان بانتظام، والحفاظ على نظافة الفم. تشمل الخيارات العلاجية ما يلي: [2] [5]

1- التأكيد على تحسين الصحة الفموية وذلك باتباع الإرشادات للمحافظة على نظافة الأسنان واللثة، والتي تشمل:

– تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا باستخدام معجون أسنانٍ يحتوي على الفلورايد.

–  استخدام فرشاة أسنان كهربائية قد يكون أكثر فعالية.

– استخدام الخيط السنّي مرةً واحدةً على الأقل يوميًا لإزالة بقايا الطعام في المناطق بين السنّية.

– الزيارة الدورية لطبيب الأسنان لإجراء الفحص، وعمل التقليح، والتنظيف الدوري.

– الابتعاد عن التدخين أو مضغ التبغ.

2- تقليح الأسنان والتسوية الجذرية

في هذا الإجراء يقوم طبيب الأسنان بتنظيف اللويحة السنّية، وإزالة الترسُّبات القلحية من على سطوح الأسنان، ثم تنعيم (تسوية) أسطح الجذور لمنع إعادة التصاق البكتيريا. يتم الإجراء عادةً في زيارتين على الأقل باستخدام التخدير الموضعي، وهو مشابهٌ لتنظيف الأسنان الروتيني، ولكنه يُطبّق بشكلٍ أعمق تحت اللثة. يوصي أخصائيو اللثة بهذا العلاج للأشخاص الذين يعانون من أمراض اللثة الخفيفة.

3- وصف المضادات الحيوية

في بعض الحالات يمكن وصف مضاداتٍ حيويةٍ للمساعدة في علاج التهابات اللثة المزمنة التي لم تستجب للعلاجات السابقة، ويكون المضاد الحيوي على شكل غسولٍ فموي، جل، أو قرص، أو كبسولة فموية.

4- المتابعة الدورية

يجب متابعة الحالة من قبل الطبيب بعد بضعة أسابيع، ثم كل ثلاثة إلى ستة أشهر لتقييم الشفاء، وإذا كانت الجيوب حول السنّية لا تزال موجودةً يوصى بخياراتٍ علاجيةٍ أخرى، مثل: الجراحة.

5-إجراء التجريف الجراحي المفتوح

وذلك لإنقاص عمق الجيوب تحت التخدير الموضعي، حيث يقوم أخصائي اللثة بعمل شريحة، ورفع اللثة بعيداً عن جذور الأسنان ثم تنظيف الترسُّبات تحت اللثة التي لا يمكن الوصول إليها، وتنعيم المناطق الخشنة، وبعد الانتهاء يتمُّ إرجاع الشريحة، وخياطة اللثة في مكانها. غالبًا ما يجمع أخصائي النُّسج الداعمة بين التجريف المفتوح، وإجراءاتٍ تجديديةٍ أخرى، مثل: الطعوم العظمية، الطعوم اللثوية، أو أغشية التجديد النسيجي الموجه.

6- استخدام الليزر

لتجديد ارتباط النُّسج حول السنّية، حيث يستهدف الليزر الأنسجة اللثوية المصابة مع الابتعاد عن الأنسجة السليمة، وهو بديلٌ علاجيٌّ محافظٌ مقارنةً بالجراحة التقليدية، ولكن النتائج مختلفة من حالةٍ لأخرى.

7- الطعوم العظمية

يمكن استخدام الطعوم العظمية في المناطق التي تعرضت لامتصاصٍ عظمي شديد، بعد إجراء التنظيف والتقليح توضع مادة الطعم التي تعمل كهيكلٍ أو حاملٍ للمساحة، مما يمنح الجسم الوقت لتجديد بناء العظام بمرور الوقت.

8- الطعوم اللثوية

وتسمّى أيضًا زراعة الأنسجة، يغطي هذا الإجراء جذور الأسنان المكشوفة، ويضيف سمكًا إلى خط اللثة، حيث يطبّق أخصائي النُّسج الداعمة أنسجةً إلى مناطق تراجع اللثة يمكن أن تؤخذ من سقف الفم للمريض، أو من بنكٍ مرخّصٍ للعظام والأنسجة.

9- استخدام أغشية التجديد النّسيجي الموجه

تُستخدم عادةً بالتزامن مع الطعوم العظمية، حيث يضع الأخصائي غشاءً صناعيًا بين اللثة ومادة الطعم العظمي الجديدة يساعد في منع الأنسجة الرخوة من النمو في هذه المناطق، لأن الأنسجة الرخوة تتجدّد بشكلٍ أسرع من العظام، لذا يحافظ الغشاء على تلك المساحة مفتوحةً حتى تنمو العظام الجديدة بدلاً من الأنسجة الرخوة.

10- تطبيق الفيبرين

وهو غنيٌّ بالصفائح الدموية والبلازما الغنية بالصفيحات، ويحتوي على عوامل نموٍّ تُسرّع من الشفاء وتجديد الأنسجة. يتم الحصول عليه من عينةٍ صغيرةٍ من دم المريض، ومن ثم تدوير العينة في جهاز طردٍ مركزي (آلة مخبرية تدور بسرعة باستخدام القوة الطاردة المركزية) لفصل البلازما عن خلايا الدم الحمراء، ثم يتمُّ وضع البلازما الغنية بالصفائح الدموية أو الفيبرين في موقع الجراحة. يعمل هذا الإجراء على تعزيز الشفاء، وتقصير فترات التعافي، وتقليل الألم بعد الجراحة، وهو آمنٌ تمامًا، لأنه يُؤخذ من دم المريض نفسه.

 مضاعفات أمراض النُّسج حول السنّية

إذا لم يتمّ علاج النُّسج الداعمة، يمكن أن تتدمر الهياكل الداعمة للأسنان بما في ذلك عظام الفكين، كما قد تصبح الأسنان متحركة، وقد تسقط أو تحتاج إلى القلع، تشمل المضاعفات الأخرى: [5]

1- خراجات مؤلمة.

2- صعوبة المضغ بسبب الحركة الشديدة للأسنان.

3- زيادة خطر المضاعفات أثناء الحمل، بما في ذلك انخفاض وزن المولود وتسمُّم الحمل.

4- زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وأمراض الجهاز التنفُّسي.

المراجع البحثية

1- About periodontal (GUM) disease. (2024، May 15). Oral Health. Retrieved September 15، 2024

2- Periodontal disease (Gum disease). (2024، September 9). Cleveland Clinic. Retrieved September 15، 2024

3- Watson، S. (2024، February 21). Gingivitis and periodontal disease (GUM disease). WebMD. Retrieved September 15، 2024

4- Periodontal diseases. (n.d.). Johns Hopkins Medicine. Retrieved September 15، 2024

5- Cafasso، J. (2017، May 23). Periodontitis. Healthline. Retrieved September 15، 2024

This website uses cookies to improve your web experience.