Skip links
نحلة تقف على زهرة صفراء اللون

أمراض النحل وعلاجها

الرئيسية » المقالات » الطب » الطب البيطري » أمراض النحل وعلاجها

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

يعدُّ نحل العسل من أهمّ الحشرات التي يقع على عاتقها التنوُّع البيولوجي، ولا يمكن التقليل من دورها في تلقيح المحاصيل الزراعية مما يؤدي لازدهار إنتاج الخضار والفواكه كماً ونوعاً، وانخفاض عدد النحل في العالم يُسبّب ضغوطاتٍ بيئية.

تتمثل هذه الضغوط بسوء التغذية، أو فقدان مصادر الغذاء، أو التعرُّض للأمراض السارية والمعدية للنحل من أمراضٍ فيروسية، أو طفيلية، أو جرثومية، أو طفيلية، أو فطرية، أو التعرُّض للمبيدات الحشرية عن طريق رشِّ الأراضي الزراعية بها لمكافحة الحشرات الضارة دون النظر أنها تُعتبر مراعٍ لنحل العسل. كل هذه الضغوط تؤثر بشكلٍ سلبيّ على الخلية، وإنتاج العسل، وكذلك تؤثر على صحة النحل مما يهيُّئ الأسباب لظهور الأمراض الانتهازية.

ما هي أهم أمراض النحل وأعراضها؟

1- النوزيميا (Nosema)

ولها نوعان النوع الأول (Nosema apis)، والثاني (Nosema ceranae)، وهي عبارةٌ عن بكتريا معوية حقيقية النواة تُشكل الأبواغ، وتصيب مجموعة الحشرات، والفقاريات، والإنسان أيضاً. تظهر الأعراض على شكل إسهالات (زحار) ضمن الخلية، وبجانب أقراص الشمع، وأثناء الطيران.

ويعود سبب الإسهال لديهم لعدم القدرة على هضم الكربوهيدرات مع وجود الجرثومة في الأمعاء مما يؤدي لقصرٍ في عمر الشغّالات، وصعوبةٍ في هضم البروتين مما يؤدي إلى ضعفٍ في تغذية اليرقات أيضاً، والملكة المصابة بالنوزيما تتوقف عن وضع البيض، وقد يؤدي بها إلى الموت بعد أسابيع قليلة من العدوى أيضاً. [1]

2- تحجُّر الحضنة

 وهو مرضٌ فطريٌّ واسع الانتشار تشبه الرشاشيات فطر الأسكوربيروز (Ascosphaeraapis)، ويصيب اليرقات والحضنة، ويجعلها جافةً ثم تصبح كالحجر، وهذا المرض يؤثر بشكلٍ مباشرٍ على النحل الناشئ لأنه يقتلها قبل تحوُّلها إلى طور العذراء كما يصيب الشغّالات، ويجعلها تزحف، ولا تستطيع الطيران، وينتشر في جميع الأعمار مُسبّباً نفوق الطرد.

3- تعفُّن الحضنة الأمريكي (ِAFB)

هو مرضٌ جرثوميٌّ يصيب الحضنة مُسبّبه (Bacillus larvae)، وهو مرضٌ خطيرٌ إذا لم يتمّ الكشف عنه بشكلٍ مبكر بسبب موت الحضنة بعد إغلاق العيون السداسية عليها يصيب الحضنة في جميع المراحل، حيث تعدُّ أبواغ العامل المُسبّب للمرض مقاومةً للمضادّات الحيوية، والجفاف، والتسخين يظهر المرض عند أخذ رحيقٍ من خليةٍ مصابةٍ بالمرض إلى خليةٍ سليمةٍ أثناء فترة الشتاء عند نقص الغذاء للنحل، وتظهر أعراضه على الحضنة أولاً، وأعراضه هي:

– تبدو عيون الحضنة المُصابة أغمق من الحضنة السليمة.

– تظهر رائحةٌ نتنةٌ أثناء الفحص.

– تظهر قشورٌ سوداء سميكة على هيئة أرجل، أو ألسنة، أو رؤوس ملتصقة بالعيون السداسية يصعب إزالتها، وهذه هي علامات المرض المميزة. [3]

4- تعفُّن الحضنة الأوروبي (EFB)

هو مرضٌ جرثوميٌّ يصيب الحضنة يشبه تعفُّن الحضنة الأمريكي لكنه أقل شدةً، والعامل المُسبّب للمرض هو (Streptococcus pluton)، أما أعراضه فهي:

– رائحة اليرقات المُصابة تشبه رائحة الخميرة.

– أغطية العيون السداسية مثقوبة، والقشور الموجودة في العيون السداسية يمكن إزالتها بعكس تعفُّن الحضنة الأمريكي.

– تتلون اليرقات باللون الأصفر إلى البني الداكن ثم الرمادي المسود.

– تموت اليرقات في اليوم الثاني إلى الرابع من الإصابة.

– تتحول اليرقة إلى كتلةٍ حبيبيةٍ غير لزجة. [2]

5- تكيُّس الحضنة

هو مرضٌ فيروسيٌّ هضميّ (Sac Brood Virus (SBV)) يُصيب الحضنة في عمر أقلّ من 4 أيام، وينتقل إلى الحضنة عن طريق تلوث الغذاء الملكي بالفيروس حيث تتغذى اليرقات عليه، فتتحول اليرقة للون الرمادي، ومن أهمّ أعراضه:

– يتواجد في العين السداسية شكلٌ يشبه الكيس المملوء بالماء.

– تكون اليرقة الميتة جافةً لا تتمزّق. [4]

6- شلل النحل

هو مرضٌ فيروسيٌّ معدٍ وحادّ مُسببه مرض فيروس الشلل المزمن (Chronic Bee Paralysis Virus (CBPV)) مرض فيروس الشلل الحاد (Acute Bee Paralysis Virus (ABPV)) يهدّد كامل أفراد الطرد، ويصيب النحل في جميع الأعمار، وأهم أعراضه:

– شلل أرجل النحلة.

 – تفقد النحلة الشعر من جسدها.

– يصبح لونها أسود لامعاً.

– يظهر ارتجافٌ في الأجنحة، وصعوبة طيران، فتلجأ النحلة إلى الزحف.

– يتضخَّم البطن مع وجود إسهالات. [5]

7- فاراوا (Varroa)

هو عبارةٌ عن حشرةٍ تصيب النحل يمكننا ملاحظته بالعين المجردة أشبه بالقراد لكنه أصغر من النحلة، ويلتصق على اليرقات، والنحل البالغ يؤدي إلى تقليل عمر الشغّالات، وهو من أكبر المشاكل التي تصيب المناحل. [6]

8- قمل النحل

هو حشرةٌ خارجيةٌ تمتلك جناحين صغيرة على جسمه لون شعره أحمر، وتتطفل على الملكة والشغّالات، وتتوضَّع في منطقة الصدر، وتسبّب إزعاجاً لهم مما يؤدي لانخفاض إنتاج العسل، وقلةٍ في وضع البيض، وتتغذى أيضاً على غذاء اليرقات. [8]

9- الأكارين (Acarine)

هو عبارةٌ عن طفيلي خارجي من فصيلة العنكبوتيات لا يُرى بالعين المجردة، وإنما يحتاج مجهراً، ويتطفل على الجهاز التنفسي للنحل، ويبدأ بالتطفل على النحل من عمر 9 أيام حيث تكون النحلة طريةً، وشعرها ناعم مما يُسبّب لها إزعاجاً ونفوقاً حيث إنه يتكاثر بسرعة. ولا يستطيع أن يعيش بعيداً عن النحل لأكثر من ساعتين، ويبيض كل يوم 7 بيضات 6 إناث، وبيضة واحدة ذكر، ويكتمل نمو الذكر بعد 11 يوم من الإباضة أما الأنثى تنضج بعد 16 يوم لذلك هو سريع التكاثر، ونلاحظ على النحل أعراضاً عديدة، وهي:

– تصبح أجنحة النحل مفتوحةً أكثر من المعتاد عليه.

– وتتجمع أمام الخلية.

– سقوط الشعر عن صدر وظهر النحل، ويصبح لون هاتين المنطقتين أسود لامعاً.

– أما العرض المميز لهذا المرض، فهو طيران النحل لمسافاتٍ قصيرةٍ ثم السقوط، ويدور حول نفسه ثم يموت. [10]

ما هي طرق علاج أمراض النحل؟

1- النوزيميا (Nosema): تتمثل باستخدام فيوميجيلين من 100 ملغ حسب لكل جالون محلول سكري (2 سكر-1ماء)، وإذا كانت الإصابة عاليةً تُعطى جالوناً إضافياً مع 100 ملغ فيوميجلين كما تتواجد مركبات أخرى تساعد في القضاء على النوزيميا، مثل: (السلفاكينوكزالين، الجراميسيدين ورانادين). [9]

2- تحجُّر الحضنة: ولا يوجد علاج لهذا المرض لكن باتباع طرق التربية الجيدة يمكننا تفادي هذه الإصابة، وتتمثل بنقل الخلية إلى منطقةٍ مشمسةٍ، وتبخير الطرد بالكبريت، وصهر قوالب الشمع، وتعقيم الإطارات الخشبية. [11]

3- تعفُّن الحضنة الأمريكي (ِAFB): يتمُّ علاجه بإعطاء مضادّاتٍ حيويةٍ (تتراسكلين، سلفاناميدات، ستربتومايسين). [3]

4- تعفُّن الحضنة الأوروبي (EFB): يُعالج بمحلول السكر مع التيرامايسين. [2]

5- تكيُّس الحضنة: في الأمراض الفيروسية غير مجدٍ العلاج لذلك يُفضَّل التخلص من الخلايا التي تحوي هذا المرض، وازالة اليرقات الميتة مع تبديل الملكة، وتقوية الطرد بإضافة شغّالات، وتهوية الخلية. [4]

6- شلل النحل: لا يوجد علاجٌ نوعيٌّ لهذا الفيروس لكن يتمُّ تغيير الملكة، وإدخال شغّالاتٍ صغيرة السن إلى خلايا الخلايا السليمة. [5]

7- فاراوا (Varroa): يتمُّ برشّ سكر البودرة على النحل ليقوم النحل بتنظيف نفسه، وإزالة الفاراوا المتعلقة بالنحل. [6]

8- قمل النحل: يتمُّ التخلص منه عبر تبخير الخلايا بالتيمول مرتين في الأسبوع، وقد يحتاج أسبوعين للقضاء عليه. [8]

9- الأكارين (Acarine): تتمُّ معالجته بمنتول كريستال تركيز 99 بالمئة، وهو أحد مشتقّات نبات النعناع مع مجموعةٍ من الزيوت توضع ضمن بخاخ، وترشُّ بها الخلية من جميع الزوايا الداخلية، وبين الأقراص مع الحرص على عدم رشّ الحضنة، ويستمر الرشّ مرتان كل أسبوع حتى القضاء عليه، ويفضل قصُّ الأعشاب حول الخلايا المصابة بمساحة 10 إلى 15 متر لأنها تحتوي على بيوض الأكارين،  والنحل الميت، ويجب التخلص من هذه الأعشاب بعيداً عن الخلية أو نقل المنحلة لمسافةٍ تبعد 7 إلى 13 كم بعيداً عن المناطق الموبوءة بالأكارين حيث يمتلك النحل ذاكرةً تُقدَّر ب 7 كيلومتر، فيعرف مكانه القديم، وقد يعود إليه. [10]

أدوية النحل

لقد لعبت أدوية النحل دوراً هاما في السيطرة على الأمراض السارية والمعدية، وكبحها لضمان تحسين إنتاج العسل، والمنتجات المرافقة من عكبر، وبروبلس، وشمع، وكذلك للحفاظ على صحة طرود النحل التي تعدُّ حشرات ذات إمكانياتٍ لامحدودة من الإنتاج المنظم والدقيق. وللسيطرة على هذه الأمراض تمّ تقسيم الأدوية إلى 8 أقسام، وهي:

1- الأدوية المضادة للفيروسات، وهي تعمل على تدمير تركيب الحمض النووي للفيروس أو باستخدام الأعشاب الطبية الصينية (Scutellaria barbata)، (Guanzhong).

2- الأدوية المضادة للبكتريا: تعمل على منع انتشار الأمراض البكتيرية أثناء العدوى، ونذكر أهمها: التتراسكلين، الأريثرمايسين، سلفاثيازول.

3- الأدوية المضادة للفطور: تستعمل لتثبيط نمو الخيوط الفطرية، وهي: (Youbaijing)، و(Miezizhiyihao)، و(Shabailing).

4- الأدوية المضادة للأوالي أو وحيدات الخلية، مثل: مرض الزحار، وهي: (Metronidazole )، و(Urotropine).

5- مبيدات الطفيليات الخارجية: مثل الألفاراوا والقمل حيث يتمُّ تدخين أو تبخير الخلية بالمبيدات النوعية لهذه الحشرات، مثل: (Apitherapy Net)، أو رشّهم بالمنتول كريستال.

6- أدوية خاصة بالتطهير، وتعمل على تطهير وتعقيم الخلية والأدوات المستعملة منعاً لانتقال المُسبّبات المرضية من خليةٍ إلى أخرى، مثل: ثاني كبريتيد الكربون، حمض الخليك الجليدي، الفورم الدهيد، برمنغنات البوتاسيوم.

7- أدوية إزالة السموم: هي أدوية تُعطى للنحل الذي تسمّم بالمبيدات الحشرية أثناء جمعه للرحيق أو غيرها من المواد السامة مثل: الأتروبين، البراليدوكسيوم. [7]

المراجع البحثية

1- Galajda, R., Valenčáková, A., Sučik, M., & Kandráčová, P. (2021). Nosema disease of European honey bees. Journal of Fungi (Basel, Switzerland). Retrieved July 1, 2023

2- مرض تعفن الحضنة الأوربي EFB) European Foulbrood ) , المرجع الالكتروني للمعلوماتية. Retrieved July 1, 2023

3- Liolios, V., Kanelis, D., Tananaki, C., & Rodopoulou, M. (2022, June 3). A Comparative Study of Healthy and American Foulbrood-Infected Bee Brood (Apis mellifera L.) through the Investigation of Volatile Compounds. Agriculture. Retrieved July 1, 2023

4- إرشادات وخدمات | الأرض ,2021 August 24). تعرف5 على مرض تكيس الحضنة عند النحل وطرق الوقاية والعلاج. Retrieved July 1, 2023

5- Admin, & Admin. (2023, May 22). علاج شلل النحل – تجارتنا. تجارتنا. Retrieved July 1, 2023

6- مردود، ا. ط . (n.d.). تربية النحل، نحلة. Na7la.com.  الطرق الطبيعية في التخلص من الفاروا  . Retrieved July 1, 2023

7- Shanxi Weipeng Pharmaceutical Co. ، Ltd. (2020, November 18). أنواع طب النحل – المعرفة – Shanxi Weipeng Pharmaceutical Co. Ltd. Retrieved July 1, 2023

8- ما هو مرض قمل النحل؟ . (n.d.). أجيب. Retrieved July 1, 2023

9- مردود، ا. ط . (n.d.). تربية النحل، نحلة. Na7la.com. علاج النوزيما التي تصيب ملكة وشغالات النحل Retrieved July 1, 2023

10- No title. (n.d.). Lebanonbeeworld.com.  مرض الأكاريوز الأكارين أو (السقط) كما يسمى في منطقة الخليج .Retrieved July 1, 2023

11- Gheorghe Milea, F., Radoi, I., Şapcaliu, A., Savu, V., & Popa, O. (n.d.). ASCOSPHEROSIS INCIDENCE IN BEES INVESTIGATED. Usamv.Ro. Retrieved July 4, 2023

This website uses cookies to improve your web experience.