Published in: الطب

أمراض اللسان وتشريحه

Author د. أمين رحمون

Published on: 21 مايو، 2023

د. أمين رحمون

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

لمحة تشريحية عن اللسان

يُعتبر اللسان الكتلة العضلية الكبرى التي تساهم بتشكيل الحفرة الفموية، والمكونة من 17 عضلة، ثماني مزدوجة وواحدة فردية، إذ يتكون من قسم خلفي ثابت يُدعى جذر اللسان وقسم أمامي متحرك يتواجد في كل من الفم والبلعوم، كما يستر وجهه السفلي غشاء رقيق مخاطي ناعم، يحوي غدداً مصليةً ومخاطيةً. أما بالنسبة لحُليمات اللسان التي تغطي ظهره وجوانبه، فهي الحُليمات الخيطية والحُليمات الفطرية (الكمئية) والحُليمات الكأسية والحُليمات التويجية. ^[1]

ماهي آليات الفحص المُتبعة لتشخيص أمراض اللسان؟

يجب أن يشمل فحص اللسان النواحي التالية:

1- اللون

عادةً ما يكون لون اللسان وردياً، فعندما يكون مخالفاً للونه الطبيعي، كأن يكون شاحباً مثلاً، فذلك يعكس مرضاً جهازياً وربما يكون فقر دم.

2- الشكل

إذ يجب ملاحظة أي تظاهرات مرضية موجودة على اللسان ووصفها بدقة.

3- القوة العضلية

حيث يُطلب من المريض أن يقوم بتحريك لسانه بكافة الاتجاهات، للتأكد من سلامة العضلات المُشكّلة له، بالإضافة إلى سلامة الأعصاب المسؤولة عن حركة تلك البنية العضلية.^{[1] [2]}

ماهي أبرز الأمراض التي تصيب اللسان داخل الحفرة الفموية؟

عادةً ما تُصنّف الأمراض بثلاث مجموعات:

1- الاضطرابات التطورية

أ- التصاق اللسان

هي حالةٌ شائعة نسبياً، وإما أن تكون جزئيةً، وهذا ما يُسمى (قصر لجام اللسان) أو أن تكون كاملةً وهذا ما يُسمى (باللسان المربوط)، وتكون المعالجة في هذه الحالة جراحية بعمليةٍ تسمى تحرير لجام اللسان.

ب- اضطراب حجم اللسان

كأن يكون اللسان عرطل (كبير) أو أن يكون صغير الحجم، واللسان العرطل إما أن يكون سببه ولادياً أو مُكتسباً، كما يمكن أن يكون جزئياً أو كاملاً.

ت- اللسان المُتشقق

هو عبارة عن شذوذٍ تطوري مجهول السبب، يكون موجوداً عند الأشخاص الأصحاء والأشخاص المصابين بمُتلازمة ملكرسون روزنتال (Melkersson Rosenthal Syndrom) ومُتلازمة داون (Down Syndrome)، حيث نلاحظ شقوقاً متعددةً على ظهر اللسان، والعلاج يكون من خلال طمأنة المريض وتحسين الصحة الفموية.

ث- اللسان المشقوق

هو أيضاً اضطرابٌ تطوري، يظهر على شكل شقّ بمنتصف اللسان، والعلاج يكون جراحياً.

ج- اللسان الجغرافي

حيث يظهر على شكل بقعٍ حمراء محاطةً بخطوطٍ صفراء اللون على ظهر اللسان، تتغير باستمرار بشكلها وحجمها، كما تغير مكانها خلال ساعات أيضاً، تُعتبر هذه الحالة غير خطيرة ولا يوجد معالجة نوعية لها.

2- الأمراض الفطرية

تتجلى تلك الإصابة بما يُسمى (التهاب اللسان المُعيّني المتوسط): كان يعتبر أذيةً تطوريةً سابقاً، ولكنه حديثاً عُرف بأنه إصابةٌ فطرية، إذ يتظاهر على شكل لويحات ملساء مُعيّنية الشكل، عادةً تكون غير عرضية وتتوضع على الخط المتوسط من ظهر اللسان، ويمكن أن تتم معالجتها بالليزر.

3- القرحات اللسانية

 والتي يكون لها عدة أنواع تبعاً للسبب المؤدي لحدوثها:

أ- القرحات الرضّية

وهي القرحات التي تحدث نتيجة رضّ على منطقة محددة من اللسان، بسبب الأسنان أو جسم أجنبي كجهاز تقويمي مثلاً. عادةً ما تتصف بأنها قرحة مفردة ذات حواف غير منتظمة ومحاطة بهالة حمامية حمراء، تكون المعالجة من خلال إزالة السلب الرضّي وإعطاء المريض مضامض لتحسين العناية الفموية، كما أنه يحتاج في بعض الحالات أن يقوم الطبيب بوصف ستيروئدات موضعية لتخفيف الألم.

ب- القرحات القلاعية

والتي تتظاهر على شكل قرحات بيضوية أو مستديرة متعددة وناكسة ذات حواف مدورة وهالة حمامية حمراء، مع أرضية مُصفرة أو رمادية، حيث إنها تظهر على المخاطية المتحركة أو غير المقترنة داخل الفم، وتبدأ بالظهور منذ الطفولة وعند البالغين، بالإضافة إلى أنها تصيب النساء بمعدل أعلى من الذكور، وغالباً ما تنحصر أسبابها بالتوتر النفسي أو اضطراب مناعي أو تحسس من بعض الأطعمة، تُعالج هذه الحالة بكشف السبب والتخلص منه، بالإضافة إلى المضامض الفموية والكورتيكوستيرويد للمعالجة العرضية.

ت- القرحات الناجمة عن تناول الأدوية

من أكثر الأدوية التي تسبب ظهوراً للقرحات اللسانية هي الأدوية السامة للخلايا وأدوية السكري والضغط.

ث- القرحات السرطانية

من العوامل المؤثرة لظهور القرحات السرطانية هي التبغ وتناول الكحول والتعرض المديد لأشعة الشمس، بالإضافة إلى التخريش المزمن، وعادةً ما تتظاهر على شكل قرحة مفردة مزمنة وصلبة ذات حواف مستديرة ومرتفعة وذات أرضية محببة. ^[2]