Published in: الطب

أمراض الغدد اللعابية

Author د. أمين رحمون

Published on: 23 مايو، 2023

د. أمين رحمون

تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

تُعتبر الغدد اللعابية العنصر الرئيسي المسؤول عن إفراز اللعاب داخل الحفرة الفموية، وتقسم هذه الغدد إلى غدد لعابيةٍ كبيرةٍ تتمثل بثلاثة أزواجٍ رئيسية خارج الحفرة الفموية إذ تتصل معها بقنواتٍ مُفرغة تفتح فوهاتها داخل الحفرة الفموية وهي: (الغدة النكفية، والغدة تحت الفك، والغدة تحت اللسان)، وغددٌ لعابيةٌ صغيرةٌ يتراوح عددها بين 600 ل 1000 غدة لعابية صغيرة مفردة موزعة داخل مخاطية الحفرة الفموية. ^[1]

ما هي أبرز تصنيفات أمراض الغدد اللعابية؟

تُصنّف أمراض الغدد اللعابية إلى أربعة تصانيف رئيسية وهي:

1- إنتانات الغدد اللعابية.

2- التحصّي اللعابي.

3- أمراض تصيب الغدد اللعابية.

4- المتلازمات مثل: (المتلازمة الأذينة الصدغية، ومتلازمة جوغرن، وداء ميكوليغز).

ما هي أبرز أنواع الإنتانات التي تصيب الغدد اللعابية؟

عادةً ما تصاب الغدد اللعابية بإنتاناتٍ حادةٍ ومزمنة، وهي من أكثر الإصابات شيوعاً، حيث يمكن أن يكون الإنتان بسببٍ عضوي أو انسدادٍ مترافقٍ بوجود طائفةٍ من العضويات المجهرية الممرضة (جراثيم، وفيروسات، وفطريات)، بالإضافة للعضويات النوعية المسببة لأمراض السل والزهري. ومن أبرز أنواع هذه الإنتانات:

1- إنتانات الغدد اللعابية الحادة

عادةً ما يحدث مثل هذا الإنتان بسبب وصول العضويات الممرضة إلى النسيج الغدّي من قنواتها المُفرغة للعاب، وهذا ما يُعرف بالإنتان الصاعد، وعادةً ما يعاني المريض عند إصابته بإنتانات الغدد اللعابية الحادة بمجموعة من الأعراض:

أ- انتباجٌ مؤلمٌ بالغدة.

ب- ألمٌ عند الجسّ أو الضغط على الغدة.

ت- نقصُ تدفقٍ لعابيّ أو غيابه.

ث- ضررٌ وعدم قدرة المريض على فتح فمه.

ج- انتباجُ وتوزُّم فوهة غدة القناة الخاصة بالغدة المصابة.

ح- خروج مُفرزٍ قيحيّ من فوهة القناة.

خ- أعراض عامة كالحمى، والقشعريرة.

يكون علاج المريض في هذه الحالة عن طريق تفجير الخراج القيحي جراحياً، مع وصف الصادات، وتوجيه المريض للإكثار من السوائل.

2- إنتاناتٌ مزمنةٌ للغدد اللعابية

تقسم تلك الإنتانات إلى نوعين وهما:

أ- التهابٌ مزمنٌ برانشيمي، (حيث تكون بداية الإصابة في البرانشيم الغدّي، وتكون غير واضحة، وتكتشف صدفةً أو عند التعرض لهجمةٍ حادة).

ب-  التهابٌ مزمنٌ خلالي (إذ تكون بداية الإصابة بالنسيج الضام بين الفصوص الغدية).

3- النُّكاف

وهو عبارةٌ عن إنتانٍ فيروسيٍّ حادّ ومعدٍ يصيب عادةً الغدة النكفية في مرحلة الطفولة، كما يمكن أن يصيب البالغين بنسبةٍ أقل مع زيادة احتمال التعرض لاختلاطه، حيث تكثر الإصابة في فصلي الربيع والشتاء، وعادةً ما تكون أحادية الجانب، ويكون الفيروس المسبب له فيروس النكاف ذي الحمض النووي ( RNA)، الذي ينتقل عن طريق اللعاب والدم. عادةً ما يعاني المريض المصاب بالنكاف بعدة أعراض تتمثل بما يلي:

أ- انتباجٌ يبدأ صلباً ثم يصبح مرناً، ونتيجة له ترتفع شحمة الأذن للأعلى.

ب- حليمة الغدة محمرة ومتضخمة.

ت- نقص شهيةٍ وصداع.

ث- حمى معتدلة قد تشتد وتترافق مع قشعريرة.

ج- إقياءٌ وألمٌ عند المضغ يخفُّ في حالة الراحة.

عادةً ما يكون العلاج داعماً من خلال إضافة المسكنات، والفيتامينات، والمضامض الفموية، ومن أجل الوقاية يُفضّل أخذ اللقاح الخاص. ^[1]

ما هو مرض التحصّي اللعابي؟

هو عبارةٌ عن كتلةٍ مرضيةٍ ومحيطٍ غير عضويٍّ، تتوضع في القناة اللعابية أو البرانشيم الغدّي، ومن أشيع الغدد إصابةً بهذا المرض هي الغدة تحت الفك، وذلك لعدة أسباب أبرزها:

1- إفرازها الكبير للمخاطين.

2- اتجاه إفرازها معاكسٌ للجاذبية الأرضية.

3- تضيقُ فوهة القناة عند انفتاحٍ في قاع الفم.

4- طول المجرى اللعابي للغدة.

5- عدم الانتظام في مسير القناة.

أعراض الإصابة بمرض التحصّي اللعابي

انتباجٌ حادٌّ ومفاجئٌ في جسم الغدة بسبب تحريض إفراز اللعاب، إذ يزول ذلك الانتباج بين الوجبات أي عند عدم تناول الطعام، الشعور بألمٍ مبهم، ولكنه ليس عرضاً ثابتاً، والإنتان الذي قد يترافق مع وجود الحصيات. ^[2]

ما هي أبرز الأمراض التي قد تصيب الغدد اللعابية؟

1- القيلة المخاطية

وهي عبارة عن كيسٍ مملوءٍ بمواد مخاطية يتشكل نتيجة تمزق القناة الخاصة بالغدد اللعابية الصغيرة، وعادةً ما تصيب الغدد اللعابية الصغيرة، تُعتبر هذه الإصابة شائعة وتميل لإصابة الذكور أكثر من الإناث. ويوجد لهذه القيلة المخاطية ثلاثة أنواع وهي:

أ- القيلة المخاطية السطحية.

ب- القيلة المخاطية النضحية.

ت- القيلة من النمط الانطماري. ^[3]

2- الحؤول اللعابي

يُعتبر هذا الاضطراب من الاضطرابات السليمة والنادرة التي لا تحتاج للعلاج إذ يُشفى تلقائياً، ويصيب البالغين بالعقد الخامس من العمر ومن أكثر الأماكن التي يصيبها قبة الحنك، ومن الممكن أن يُشاهد في مناطق أخرى من الحفرة الفموية أيضاً. ^[4]

3- الإلعاب

وهو تضخمٌ ثنائيُّ الجانب غير شائع، ويميل لإصابة البالغين الذكور الكحوليين أو المصابين باضطرابٍ بالغدد الصم أو سوء التغذية، وفي هذا المرض لا يشكو المريض سوى من الانتباج دون ألم أو ضرر.