تدقيق لغوي: أ. موانا دبس

ما هو تعريف أسماء الأفعال؟

هي كلماتٌ فيها معنى الفعل من حيث الأمر والنهي بدلالة الزمن، ولكنها تختلف عنه في أنها لا تتصرّف تصرّفه، ولا تظهر في أكثرها علامة الضمير، ويدخل التنوين على بعضها، وتُستعمل بلفظٍ واحدٍ مع المفرد، والمثنّى، والجمع، وهي تشبه الأسماء المبنية من حيث اللفظ، ولذلك سُمّيت بأسماء الأفعال، والغرض منها (الإيجاز، والتوكيد، والمبالغة)، وتكون أسماء الأفعال إما بمعنى فعل الأمر، أو الماضي، أو المضارع. ^{[1] [2]}

ما هي أنواع أسماء الأفعال في اللغة العربية؟

وهي ثلاثة أقسام:

1- أسماء الأفعال المُرتجَلة

هي ما وُضعت منذ أول أمرها على صورتها، نحو: (هيهاتَ، أفٍ، آمين…)، وهي سماعية.

2- أسماء الأفعال المعدولة

هي التي تُصاغُ من كلِّ فعلٍ ثلاثيٍّ متصرّف على وزن (فَعالِ)، مثل: (حَذارِ، نَزالِ…)، وهي قياسيّة.

3- أسماء الأفعال المنقولة

وتكون منقولةً عن الجار والمجرور، نحو (عليكَ نفسك)، أو منقولةً عن الظرف، نحو: (دونكَ الكتاب)، أو منقولةً عن المصدر، نحو: (رويدَكَ)، وهي سماعيةٌ أيضاً.

تضمُّ أسماء الأفعال المُرتجَلة أسماء الفعل الماضي، والمضارع، والأمر، أما أسماء الأفعال المنقولة والمعدولة، فهي تقتصر على فعل الأمر. ^{[1] [2] [3]}

أسماء الأفعال التي بمعنى فعل الأمر

هي أكثر أسماء الأفعال استخداماً، وفاعلها ضميرٌ للمخاطب مُستترٌ وجوباً، ويكون بحسب فعله إما لازماً أي لا ينصب مفعولاً به أو متعدّياً، فينصب مفعولاً به واحداً، وقد جاءت أسماء فعل الأمر مرتجلةً لم تُنقل عن شيء، أو معدولةً، أو منقولةً.

1- أسماء أفعال الأمر المُرتجلَة

وهي: (حيّ، حيّهل، هَلُمَّ، هات، صَه، مَه، إيهِ، إيهاً، بس، قدْك، تيْد، ويْد، آمين، هيّا، هيْت، بُعْدَك).

– حيّ: معناها (أقْبل)، ومنه حيَّ على الصلاة، حيَّ على الفلاح، وتُعرب اسم فعل أمر مبني على الفتح، والفاعل ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديره أنت.

– حيْهل: وهي مركبةٌ من حيّ وهَلَ، ومعناها (ائتِ أو عجِّل)، وتقول: حَيْهلَ إلى الأمر.

– هلمّ: له معنيان: (هاتِ، وتعال)، قال تعالى: “هَلُمَّ إلينا” _{{الأحزاب18}}، بمعنى (تعال) وتقول: هلمَّ زيداً، بمعنى (هات)، وهو نادر الاستخدام. ويمكن أن يتصل بضمير الفاعل المخاطب، أو إحدى نوني التوكيد على لغة بني تميم، مثل: (هَلمّي، هلمّا، هلمّوا، هلْمُمْنَ، هلمّنْ، هلمّنَ). أما الحجازيون فلا يُجيزون أن يتصل بها شيء، كقوله تعالى: “والقائلين لإخوانهم هَلُمّ إلينا” _{{الأحزاب18}}، فالخطاب موجّهٌ إلى جماعة الذكور، ولم تتصل واو الجماعة باسم الفعل (هلمّ).

– هاتِ: وتعني (أعطِ)، وتتصل بها ضمائر الرفع، قال تعالى: “قل: هاتوا بُرْهانكم إن كنتم صادقين” _{{البقرة 111}}، فقد اتصلت واو الجماعة باسم فعل الأمر (هات)، ومنها أيضاً: هاتي، هاتيا.

– صَهْ: تعني (اسكت).

– مَهْ: تعني (اكفْفْ).

– إيهِ: وتعني (زدْ في حديثك).

– بَسْ، وقَدْكَ، وقَطْك: وتعني هذه الأسماء اكفف.

– تَيْدَ: (أمْهل).

– وويهاً: تعني (أغر).

– آمين: بمعنى (استجبْ).

– وهَيّا، وهَيْت: بمعنى (أسرع)، كقوله تعالى: “وقالت: هَيتَ لك، قال: معاذ الله إنه ربي أحسنَ مثواي إنّه لا يُفلِحُ الظالمون” _{يوسف23}.

2- أسماء أفعال الأمر المَعدولة (القياسيّة)

هي التي تُصاغ من كل فعلٍ ثلاثيٍّ تامٍّ متصرّف على وزن (فَعالِ)، مثل: (نَزالِ، تَراكِ، حَذارِ)، ويؤمر بهذه الصيغة المذكر، والمؤنث، والمفرد، والمثنى، والجمع.  قال الشاعر أبو النجم: “حَذارِ من أرماحنا حَذارِ” فإعراب (حَذارِ): اسم فعل أمرٍ مبنيّ على الكسر الظاهر، والفاعل ضميرٌ مستترٌ وجوباً تقديره أنت.

3- أسماء أفعال الأمر المنقولة

المنقولة عن الظرف

هنالك أسماء أفعال أمرٍ منقولةٌ عن ظرف الزمان والمكان، وهي: (دونَكَ، عندَكَ، لديكَ، مكانكَ، بعدكَ، أمامكَ، وراءكَ).

– دونك، عندكَ، لديكَ: وتعني هذه الأسماء (خُذْ، أو تَناوَلْ)، ويُؤمر بها القريب، تقول: “دونَكَ القصة، عندكَ، لديْكَ القصة”.

– أمامك: وتعني (احذرْ، أو تبصّر، أو تقدّم).

– وراءك: وتعني (افطنْ لما وراءك)، ومنه قول الشاعر الفرزدق:

إذا جَشأَتْ نفسي أقولُ لها ارجعي
          وراءَكِ واستحي بياض اللهازمِ

– مكانك: وتعني (اثبت)، قال تعالى: “مكانكُم أنتم وشركاؤكم” _{{يونس 28}}.

المنقولة عن الجار والمجرور

– إليكَ: وتعني (تنحَّ)، تقول: “إليك عني”، والمعنى تنحَّ عني.

– عليكَ: وتعني (الزم)، قال تعالى: “يا أيُّها الذين آمنوا عليْكُم أنفسكم لا يضرُّكم من ضلّ إذا اهتديتم” _{{المائدة105}}، ومعنى عليكُم أنفسكم أي الزموا أنفسكم. ^{[3] [4] [6]}

المنقولة عن المصدر

وهي: (رُوَيْدَ، بَله، النّجاءك، حَذْرَكَ، حَذاركَ، فرْطَكَ).

1- رُوَيْدَ: وتعني (دَعْ، وأمهل)، وهو منقولٌ عن مصدر الفعل (أرودَ)، ومصدره (إرواد)، ولكنه رُخِّم وصُغِّر، فأصبح رُوَيْدَ، كقول الشاعر الهُذَلي:

رُوَيْدَ عَليَّاَ جُدّ ما ثدْيُ أمِّهم
         إلينا، ولكنْ ودَّهُم مُتماينُ

فتُعرب رُوَيْدَ: اسم فعل أمر بمعنى (أمهل) مبنيٌّ على الفتحة.

إذا نوِّن (رُوَيْدَ)، فيكون مفعولاً مطلقاً نائباً عن فعله، ونصب مفعولاً به بعده، تقول: “رُويْداً سميراً”، فإعراب (رويداً): مفعولاً مطلقاً نائباً عن فعله منصوب، وإعراب (سمير): مفعول به منصوب بالفتحة، ويكون صفةً للمفعول المُطلق، مثل: ساروا سيراً رويداً، فإعراب (رويداً): صفةٌ للمفعول المطلق (سيراً) منصوب بالفتح، ويكون حالاً، تقول: “ضعهُ رويداً” فإعراب (رويداً): حالٌ منصوبٌ بالفتحة.

2- بَلْهَ: وتعني (دعْ)، تقول: “بَلْهَ الأمر” أي دَعْ الأمر، ويُنوَّن، بَلْهاً الأمر، فتكون مصدراً نائباً عن فعله.

3- النجاءك: وتعني (انْجُ).

4- حَذارَكَ: تعني (احذَرْ).

5- فرطَكَ: تعني (احذَرْ، وتقدَّم).

المنقولة عن حرف التنبيه (ها)

يُضاف إليه همزة أو كاف التي تدلُّ على الخطاب، مثل (هاك، هاكما، هاكِ، هاكنْ، هاكم، وهاءَ، هاءِ، هاؤما، هاؤن، هاؤم). قال تعالى: ” هاؤُمُ اقرؤوا كتابِيَه” _{{الحاقة 19}}، وتعني (هاؤم) خذوا. ^{[3] [4] [5] [6]}

أسماء الأفعال التي بمعنى الفعل الماضي

وهي أقلُّ استخداماً من غيرها، ويكون فاعلها ضميراً للغائب مستتراً جوازاً، أو اسماً ظاهراً، وتكون بحسب فعلها لازماً أو متعدياً، وهي (هيهاتَ، شتّانَ، سَرعانَ، بُطآنَ، وُشكانَ).

– هيهاتَ: وتعني (بَعُد)، قال تعالى: “هيهاتَ هيهاتَ لما توعدون” _{{المؤمنون36}}، والمعنى: بعيدٌ ما توعدون به.

– شتَان: وتعني (تفرَّق)، ويُزادُ بعدها (ما)، تقول: “شتَّانَ ما بينَ العلمٍ والجهل”.

– سَرعان: وتعني (سَرُعَ)، ومنه قول الشاعر بشر بن أبي خازم:

أتخطبُ فيهم بعد قتل رجالهم
        لسرعانَ هذا والدّماء تصبّبُ

وأيضاً وشكان تعني (سَرُعَ)، تقول: وشكانَ ذا خروجاً، أما بُطآن، فتعني (بَطُؤ). ^{[3] [5] [6]}

أسماء أفعال التي بمعنى الفعل المضارع

يكون مبنياً دائماً، ويحتاج فاعلاً، ويكون ضميراً للمخاطب مستتراً وجوباً، وهو كفعله يكون لازماً أو متعدياً، وأسماؤه هي (آهِ، أوِّهِ، أفٌ، أخِّ، حسِّ، وَيْ، وَا، واهاً، بَجَلْ، نَوْلَكَ).

– آه، وأوِّه: وتعنيان (أتوجَّعُ)، قال الشاعر:

أوِّهِ من ذكري حُصيْناً ودونه
     نقَاً هائلٌ جَعْدَ الثرى وصفيح

– أفّ: وتعني (أتضجّرُ)، قال تعالى: “ولا تقلْ لهما أفٍّ ولا تنهرهُما” _{{الإسراء23}}.

 وَيْ، وا، واهاً: تعني هذه الأسماء (أتعجّب)، كقوله تعالى: “وَيْ كأنه لا يفلح الكافرون” _{{القصص82}}، وقال الشاعر:

واهاً لسُلى ثمّ واهاً
    هي المُنى لو أننا نِلْناها [3] [5] [6]

عمل أسماء الأفعال

1- تعمل عمل الأفعال التي تأتي بمعناها، فترفع فاعلاً إن كانت أفعالها لازمة، وتنصبُ مفعولاً إن كانت أفعالها مُتعدّية.

2- تتقدَّم أسماء الأفعال على معمولها، ولا يجوز أن تتأخر إلا في حالة الضرورة الشعرية، كقول الشاعر:

يا أيُّها المائحُ دلوى دونَكا
      إني رأيتُ الناس يحمدونكا

فإعراب (دونَكا): اسم فعل أمر بمعنى (خذْ)، وفاعله ضميرٌ مستتر وجوباً تقديره أنت، فقد تأخر اسم فعل الأمر (دونَك) عن معموله، وتقديره: دلوي دونك، وذلك للضرورة الشعرية.

3- يمكن أن يدلَّ اسم فعل الأمر على الطلب، فيأتي بعده جواباً للطلب، تقول: “صَهْ تسلمْ”، فإن الفعل (تسلم) جُزِمَ لأنه جواب الطلب، ولا ينتصب جوابه المُقترن بفاء السببية. ^{[3] [4]}

المُنوَّن من أسماء الأفعال

هنالك بعض أسماء الأفعال التي يجب تنوينها، مثل: (واهاً، ويهاً)، ويجوز تنوين البعض الآخر، مثل: (صَهْ، مَهْ، إيهِ، أفّ)، والفرق بين (صهْ وصهٍ) في المعنى، فإن معنى (صَهٍ) اسكت عن كلِّ حديث، وإذا لم تنوَّن (صَهْ)، فالمعنى اسكت عن حديثكَ هذا، ومعنى (إيهِ) غير المُنونة: امضِ في حديثك المعهود، أما (إيهٍ) امضِ في أيِّ حديثٍ تشاء، وكذلك الأمر في (مَهْ، وأفّ).