أجهزة تقويم الأسنان الوظيفية – أنواعها، آلية عملها ومدة العلاج
تدقيق لغوي: أ. موانا دبس
قائمة المحتويات
أجهزة تقويم الأسنان الوظيفية هي أجهزة قابلة للإزالة أو أجهزة ثابتة مصممة لتغيير وضع الفك السفلي، سواءً بشكلٍ طولي أو عمودي، وكذلك لتحفيز زيادة النمو في الفك السفلي عن طريق تحفيز زيادة النمو في الغضروف اللقمي.
تصنيفات سوء الإطباق
استناداً إلى العلاقة بين أسنان الفك العلوي والفك السفلي وموقع الفك، وبالاعتماد على تصنيف أنجل يصنّف سوء الإطباق ضمن التصنيفات التالية:
1- الصنف I: تكون الأسنان العلوية متقدمةً قليلاً عن الأسنان السفلية، والفك يكون في وضعٍ صحيح.
2- الصنف II: تكون الأسنان العلوية متقدمةً بشكلٍ كبيرٍ عن الأسنان السفلية، والفك غير متطور.
3- الصنف III: تكون الأسنان السفلية متقدمةً بشكلٍ كبيرٍ عن الأسنان العلوية، والفك متطور بشكلٍ مفرط.
4- الصنف IV: تكون الأسنان العلوية متراجعةً بشكلٍ كبيرٍ عن الأسنان السفلية.
5- الصنف V: تكون الأسنان العلوية متقدمةً بشكلٍ كبيرٍ عن الأسنان السفلية، والفك متطور بشكلٍ مفرط.
6- الصنف VI: تكون الأسنان السفلية متراجعةً بشكلٍ كبيرٍ عن الأسنان العلوية.
يعدُّ سوء الإطباق من الدرجة الثانية أحد مشاكل التقويم الأكثر شيوعًا، ويحدث في حوالي ثلث السكان، ويمكن أن ينتج سوء الإطباق من الدرجة الثانية عن العديد من العوامل المساهمة سواءً كانت على مستوى الأسنان أو الهيكل العظمي. على الرغم من أن بروز الفك العلوي وتراجع الفك السفلي يعتبران عاملان مسبّبان محتملان، لكن تبين أن العامل الأكثر شيوعًا لدى مرضى سوء الإطباق من الدرجة الثانية هو تراجع الفك السفلي.
بالنسبة لمرضى الدرجة الثانية الذين يكون الفك السفلي لديهم متراجعًا، فإن العلاج المثالي هو محاولة تغيير كمية أو اتجاه نمو الفك السفلي، والعلاج الأساسي لهذا النوع من سوء الإطباق يكون عن طريق الأجهزة التقويمية الوظيفية. [1] [2]
أنواع الأجهزة الوظيفية
يمكن أن تكون الأجهزة الوظيفية إما قابلةً للإزالة أو ثابتة، يوجد العديد من الأنواع والتصاميم المختلفة، عادةً تحمل اسم مخترعها، وتحتوي على مكوناتٍ مختلفة، وجميع الأجهزة الوظيفية لها تأثير موضعي على الفك السفلي، بالرغم من أن كيفية تحقيق ذلك والمكونات المساعدة الموجودة فيها تختلف باختلاف الأنظمة.
1- الأجهزة الوظيفية المتحركة (القابلة للإزالة)
المنشطات الوظيفية (Activators)
الجهاز الأصلي الذي صممه روبن عام 1902 كان جهازًا أحادي الكتلة قابلاً للإزالة. كان هذا الجهاز يضع الفك السفلي في موضعٍ متقدّمٍ لدى المرضى الذين يعانون من تراجعٍ شديدٍ في الفك السفلي. لاحقًا، في عام 1908، طور فيغو أندريسن جهازًا متحركًا وفضفاضًا ينقل التحفيزات العضلية الوظيفية إلى الفك، والأسنان، والأنسجة الداعمة، وأُطلق عليه المثبت الوظيفي البيوميكانيكي، ثم تمّت تسميته “المنشط” نظرًا لقدرته على تفعيل القوة العضلية، وهو فعّال في استغلال العلاقة بين الوظيفة والتغيرات في البنية الداخلية للعظام.
يُحدث الجهاز المنشط تكيفًا عضليًا هيكليًا عن طريق إدخال نمطٍ جديدٍ لإغلاق الفك السفلي، التكيفات في النمط الوظيفي التي يسبّبها الجهاز المنشط تؤثر أيضًا على اللقمة، وتتضمن التكيفات اللقمية نموًا في الاتجاه العلوي والخلفي للحفاظ على سلامة هياكل المفصل الصدغي الفكي. يقوم الجهاز بتحريك الفك السفلي، ويولد قوةً بيوميكانيكيةً، بينما تحاول العضلات إعادة الفك السفلي إلى موضعه الطبيعي، ونظرًا لتصميمه الفضفاض، يتطلب الجهاز من المريض أن يمسك به بفعالية.
تُعدُّ بيونتار (Bionator) التي طوّرها بالترز واحدةً من التنوعات الأخرى للمنشط، حيث قام بتقليل حجم الجهاز، مما جعله أسهل في الاستخدام. أما أجهزة أخرى، مثل: Bass أو Dynamax، فتزيل الاتصال المباشر مع القواطع السفلية لمحاولة منع انحنائها الأمامي. يتمُّ تحقيق الوضعية الأمامية للفك السفلي بواسطة مسامير لسانية أو نوابض توضع في الثلم اللساني للفك السفلي.
أهمُّ التعديلات على جهاز المنشط هي منظمات الوظيفة التي طورها رولف فرانكل. تمَّ تصميم هذه الأجهزة بشكلٍ متعمّدٍ لتقليل الاتصال بالأسنان إلى الحدّ الأدنى، وتتكون من إطارٍ معدني مع دروعٍ وجنية ووساداتٍ شفوية أمامية تهدف إلى تخفيف ضغط الخدين والشفتين، وتعطيل أي نشاطٍ عضلي غير طبيعي حول الفم. طور فرانكل هذه الأجهزة لتستخدم طوال الوقت مع تمارين فموية، ومن بين جميع الأجهزة الوظيفية، يُعتبر منظم الوظيفة هو الجهاز الذي يتوافق بشكلٍ أفضل مع وصف “الوظيفي”.
الأجهزة الوظيفية ثنائية الكتلة (Twin block)
جميع أشكال المنشط السابقة هي أجهزة أحادية القطعة، وهذا يعني أنه لا يمكن ارتداؤها أثناء الأكل، وللتغلب على هذا طور ويليام كلارك جهازاً ثنائي الكتلة، الذي يتكون من أجهزةٍ قابلةٍ للإزالة للفك العلوي والسفلي مع كتل عضَّة مكونة من منحدرات عضَّة بزاوية حوالي 70 درجة، وعند الإطباق، يعضُّ البلوك السفلي أمام العلوي لدفع الفك السفلي للأمام.
2- الأجهزة الوظيفية الثابتة
تتمثل المشكلة الرئيسية في أي جهاز وظيفي قابلٍ للإزالة في التزام المريض، لأنها لا تعمل إلا إذا تمّ ارتداؤها للعدد المطلوب من الساعات كل يوم، ويمكن التغلب على ذلك باستخدام جهازٍ وظيفي ثابت. أكثر الأجهزة الوظيفية الثابتة استخداماً هو جهاز هيربست، يتكون الجهاز من هياكل منفصلة مثبتة على أسنان الفك السفلي والعلوي، ومصنوعة إما من أطواق تقويمية أو جبائر من الكوبالت كروم، متصلة بمكابس تلسكوبية توفر القوة الدافعة للفك السفلي. [3]
آلية عمل الأجهزة الوظيفية
تؤثر الأجهزة الوظيفية بشكلٍ مباشر ومستمر على نمو الوجه أثناء تطبيقها، وخاصةً على الفك السفلي، وتعمل من خلال مجموعةٍ من التأثيرات:
1- تغيير بيئة الأنسجة الرخوة المحيطة بالأسنان
توجد الأسنان في منطقة توازن الأنسجة الرخوة بين الشفاه والخدين من جهة واللسان من جهةٍ أخرى، تتضمن بعض أنظمة الأجهزة الوظيفية، مثل: المنظمات الوظيفية التي طورها رولف فرانكل، دروعًا أو وسائد خدية وشفوية تقوم بإبعاد الشفاه والخدين عن الأسنان، ويسمح ذلك للقوس السنية بالتوسع عندما يتمّ إزالة تأثير الأنسجة الرخوة. وضع الفك السفلي للأمام سيؤدي أيضًا إلى تغيير موقع الشفة السفلية، ومع زيادة الفجوة بين الأسنان (Overjet) غالبًا ما ترتاح الشفة السفلية خلف الأسنان العلوية، مما يؤدي إلى ميل الأسنان العلوية للأمام وتراجع الأسنان السفلية للخلف.
يُشار إلى هذه الحالة غالبًا باسم “فخ الشفة”، ومن خلال تحريك الفك السفلي للأمام تتحرك الشفة السفلية أمام الأسنان العلوية، مما يتيح للأسنان السفلية أن تميل للأمام، وتطبق الشفة قوة على الأسنان العلوية تتسبب في تراجعها للخلف. بعد انتهاء العلاج من المهمّ الحفاظ على هذه العلاقة بحيث تستريح الشفة السفلية أمام الأسنان العلوية.
2- التأثير على الصنف الثاني
يستخدم أطباء تقويم الأسنان بشكلٍ روتيني مطاطاً (Elastics) بين الفكين لمساعدتهم في تصحيح المشكلات المتعلقة باتجاه الفكين، وتوفير الدعم للثبات، وتعمل الأجهزة الوظيفية على إنتاج تأثيرٍ مشابهٍ جدًا من خلال العضلات والأنسجة الرخوة المحيطة بالأسنان. تمّ تصميم العديد من الأجهزة من نوع المنشط الوظيفي بشكلٍ خاص لتكون فضفاضةً في الفم، مما ينشط عضلات الرفع والتوسيع للفك للحفاظ على الجهاز في مكانه.
تُنقل القوى الناتجة إلى الفك والأسنان، ونظرًا لأن هذه القوى متقطعة، فإن قوتها تتناقص في الليل، ولذلك تمّ تصميم بعض الأجهزة لفتح العضّة عموديًا إلى حدٍّ أكبر بكثير من جهاز أندريسن الأصلي. ركزت الأبحاث المبكرة على كيفية تأثير العنصر الوضعي لهذه الأجهزة على نشاط عضلات المضغ، وخاصةً العضلة الجانبية اللسانية، التي تمتدّ أليافها مباشرةً إلى الغضروف اللقمي.
أظهر تخطيط العضلات الكهربائي (Electromyography) فرط النشاط لهذه العضلة عند بروز الفك السفلي، مما يعني أن هذا سيؤدي إلى إعادة تشكيل العظام ونموها في اللقمة المفصلية والحفرة الصدغية، لا يوجد شك في أن العنصر الوضعي للجهاز يطبق قوةً كبيرةً بين الأسنان العلوية والسفلية، ويؤدي ذلك إلى ميل الأسنان العلوية نحو الخلف وحركة الأسنان السفلية نحو الأمام، مما يساعد في تصحيح الصنف الثاني من سوء الأطباق. يمكن تسهيل ذلك بإدخال قطعٍ في البنية الإكريلية للجهاز لتوجيه بروز الأسنان الدهليزي.
سريريًا تكون التأثيرات السنية والعظمية أكثر وضوحًا مع ميل الأسنان السفلية للأمام وتراجع الأسنان العلوية إلى الخلف، وتكون هذه التغيرات السنية أكثر وضوحًا مع الأجهزة الوظيفية الثابتة، حيث يُلاحظ بشكلٍ مستمر الميل السريع للأسنان، والتغيرات في مستوى الإطباق بسبب القوى المطبقة باستمرار. [3]
العوامل المؤثرة على نجاح العلاج بالأجهزة الوظيفية
1- مدة ارتداء الجهاز يجب أن تكون كافية.
2- العمر: يُعتقد أن الأجهزة الوظيفية تكون أكثر نجاحًا قبل أو خلال فترة النمو السريع في سن المراهقة، والتي تحدث عادةً بين سن 11 و14 عامًا لدى الذكور، وبين 10 و13 عامًا لدى الإناث، ومع ذلك، قد يُقترح العلاج في مرحلة أبكر أو لاحقة في بعض الحالات.
إذا كان العلاج غير ناجح يمكن النظر في استخدام جهازٍ بديلٍ أو نهجٍ آخر لتصحيح سوء الإطباق من النوع الثاني، بما في ذلك:
3- استخدام (Headgear) جهاز التقويم الخارجي المثبت على الرأس.
4- القلع.
5- الجراحة التقويمية.
تختلف مؤشرات هذه الطرق بناءً على المشكلة الموجودة، وبشكلٍ عام يتمّ تأجيل جراحة الفك التقويمية حتى سن 17 عامًا أو أكثر.
كم يستغرق العلاج بالأجهزة الوظيفية
تختلف مدة العلاج بناءً على شدة المشكلة، ومع ذلك غالبًا ما يتمّ إنجاز معظم العمل باستخدام هذا الجهاز في فترةٍ تتراوح بين 9 إلى 12 شهرًا، وبعد هذه الفترة، قد يُوصى بارتداء الجهاز ليلًا فقط للحفاظ على التحسن أو يُوصى بالانتقال إلى مرحلةٍ ثانية من العلاج باستخدام جهاز تقويم الأسنان الثابت بشكلٍ فوري. [4]
المراجع البحثية
1- Prashar، A.، Kaur، S.، Soni، S.، Bansal، N.، Brar، J.، & Kaur، M. (2017). Functional appliances. Indian Journal of Dental Sciences، 9(4)، 276. Retrieved July 24، 2024
2- Ghodasra، R.، & Brizuela، M. (2023b، April 23). Orthodontics، malocclusion. StatPearls – NCBI Bookshelf. Retrieved July 24، 2024
3- DiBiase، A. T.، Cobourne، M. T.، & Lee، R. T. (2015). The use of functional appliances in contemporary orthodontic practice. British Dental Journal، 218(3)، 123–128. Retrieved July 24، 2024
4- Functional appliances – British Orthodontic Society (BOS). (2022، September 23). British Orthodontic Society (BOS). Retrieved July 24، 2024